أخبارالحكومةالرئيسية

إلزامية تدريس اللغة العربية في التخصصات العلمية تدخل حيز التنفيذ

شهدت المنظومة التعليمية المغربية تطورًا هامًا بعد نشر مقتضيات القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي في الجريدة الرسمية، خاصة ما يتعلق بتعزيز مكانة اللغة العربية في المسارات الأكاديمية والمهنية.

وقد جاء هذا التوجه ليضع حدًا للاعتماد الكلي على اللغات الأجنبية، خصوصًا الفرنسية، في تدريس العلوم والهندسة والطب، ويفتح الباب أمام اللغة العربية لتكون جزءًا لا يتجزأ من هذه التخصصات.

إلزامية تدريس وحدة باللغة العربية في التخصصات العلميةأبرز ما جاء به هذا التعديل هو إلزامية تدريس وحدة دراسية باللغة العربية في جميع المسالك العلمية والتقنية والمهنية التي تعتمد اللغات الأجنبية كلغة تدريس أساس.

هذه الخطوة تمثل نقطة تحول جوهرية، حيث ستُدمج اللغة العربية لأول مرة في مجالات لطالما كانت حكرًا على اللغات الأجنبية، مثل كليات العلوم، ومدارس المهندسين، وكليات الطب، ومسارات التكوين المهني المتخصص.

يهدف هذا القرار إلى ترسيخ الهوية اللغوية والثقافية المغربية لدى الطلبة، ويعيد الاعتبار للغة العربية كلغة علم ومعرفة، و سيساعد تدريس بعض المفاهيم العلمية باللغة الأم في تسهيل استيعابها من قبل الطلبة، خاصة في المراحل الأولى من التكوين، مما يعزز التحصيل الدراسي.

و يشجع هذا القرار على إنتاج محتوى علمي وبحثي باللغة العربية، مما يساهم في إثراء المكتبة العربية المتخصصة ويفتح آفاقًا جديدة للبحث العلمي باللغة الوطنية. ايضا يتيح للطالب المغربي استخدام لغته الأم في التعبير عن المفاهيم العلمية، مما يجعله أكثر قدرة على التواصل في المحيط المهني والمجتمعي.

الا أن تنفيذه قد يواجه بعض التحديات، منها الحاجة إلى أساتذة قادرين على تدريس المواد العلمية باللغة العربية مع الحفاظ على الجودة الأكاديمية مع ضرورة توحيد المصطلحات العلمية والتقنية ووضع معجم موحد لتسهيل عملية التدريس والبحث. وايضا ستكون الحاجة إلى إنتاج وتأليف كتب وموارد تعليمية باللغة العربية تغطي كافة التخصصات العلمية والتقنية.

و بالرغم من كل التحديات يبقى تفعيل مقتضيات القانون الإطار رقم 51.17 خطوة إيجابية نحو تعزيز مكانة اللغة العربية في التعليم العالي والمهني. ويتطلب نجاح هذا المشروع تضافر جهود جميع الفاعلين في المنظومة التعليمية لتوفير الشروط الضرورية لضمان جودة التدريس باللغة العربية وتكاملها مع اللغات الأجنبية، بما يخدم مصلحة الطالب المغربي، ويساهم في تقدم البحث العلمي في المغرب.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button