المغرب في قلب المشهد الدولي

صباح جديد يشرق على المغرب، حاملاً في طياته زخماً من الأحداث التي تعكس تنوع المشهد الوطني وحركيته على مختلف الأصعدة. فمن الجانب الأمني، تتواصل الجهود الحازمة في مواجهة التهديدات الإرهابية، حيث تمكنت الأجهزة المختصة من إحباط مشروع إجرامي كان يستهدف المس بأمن المواطنين واستقرار الوطن، مما يؤكد اليقظة الدائمة في حماية البلاد من المخاطر التي تحدق بها.
وفي بعد إنساني وثقافي، حط أطفال القدس رحالهم بالمغرب للمشاركة في دورة جديدة من المخيم الصيفي التي تجمعهم بأقرانهم المغاربة، في مبادرة تفتح فضاءات للتبادل الثقافي والتربوي وتؤكد رسائل التضامن والدعم المستمرة. وعلى خط موازٍ، يشهد عالم الفروسية استعدادات خاصة لاستضافة مباراة دولية لجمال الخيول العربية الأصيلة بالجديدة مطلع أكتوبر، في موعد يرسخ مكانة المملكة كوجهة مفضلة لعشاق هذا التراث الأصيل.
كما يفتح المغرب نافذة على أمريكا اللاتينية بحضوره ضيف شرف في معرض بنما الدولي للكتاب، في خطوة تعزز جسور الحوار الثقافي وتدعم إشعاع الهوية المغربية على الصعيد العالمي. وفي أجواء يطغى عليها الفخر والانتماء، عاشت مختلف مطارات المملكة احتفالات مميزة بمناسبة اليوم الوطني للمهاجر، في استقبال حافل لمغاربة العالم العائدين إلى أرض الوطن.
اقتصادياً، تتسارع الخطى نحو تعزيز ريادة المملكة في الصناعات المستقبلية، مع انطلاق أشغال أول مصنع ضخم للبطاريات في إفريقيا، ضمن رؤية لتطوير صناعة السيارات الكهربائية وتوطيد سلاسل القيمة المحلية. ويواكب ذلك مؤشرات إيجابية في القطاع المالي، حيث تراجع سعر الفائدة على القروض، بما يعزز آفاق الاستثمار ويحفز النشاط الاقتصادي.
وفي أفق إصلاحات استراتيجية، تتهيأ الحكومة لإطلاق مراجعة شاملة لأنظمة التقاعد تضمن استمراريتها وتوازنها المالي، فيما يشهد قطاع النقل الجوي توسعاً بخطوط مباشرة جديدة تربط مراكش بعدة مدن أوروبية، بما يدعم الحركية السياحية ويعزز جاذبية الوجهات المغربية. كما يشهد المشهد السياسي حراكاً لافتاً في أوساط التنظيمات النسائية، الساعية لرفع تمثيلية المرأة إلى الثلث في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، إلى جانب تحذيرات رسمية من مخاطر الأدوية المجهولة عبر الإنترنت، دعماً لسلامة المواطنين الصحية.
وعلى المستوى الطاقي، حصلت إحدى الشركات الدولية على تمديد سنة إضافية لمواصلة التنقيب عن الغاز في مناطق واعدة، بينما يبرز قطاع التعليم بمؤشر إيجابي مع ارتفاع ملحوظ في عدد المدارس الجماعاتية، ما يعكس التزاماً بتوسيع العرض التربوي وتحسين جودته، خاصة في الوسط القروي. وفي القطاع الفلاحي، يستعد المغرب لاستيراد عشرات آلاف رؤوس الأبقار الشهر المقبل لضمان استقرار السوق الوطنية.
وتختتم الصورة بمؤشرات تنموية واعدة، حيث تقدم المغرب في ترتيب التعقيد الاقتصادي، وارتفاع الودائع البنكية بفضل ثقة الأسر والمقاولات والمغاربة المقيمين بالخارج، إلى جانب ريادته الإفريقية كوجهة مفضلة للمتقاعدين، بما يعكس استقراراً اقتصادياً وجاذبية معيشية تعزز موقع المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي.



