أخبارالرئيسيةفي الصميم

الدكتور سدي علي ماءالعينين: شوف تيفي..الخيط الرفيع بين التغطية و التعرية

في نفس الأسبوع الذي صرح فيه ترامب ان الحرب على غزة اضعف اللوبي القوي لإسرائيل داخل الكونجرس الامريكي وفي العديد من التكتلات الإقليمية ، في نفس الاسبوع تسببت طريقة تناول شوف تيفي لموضوع مؤثرة متابعة رهن الاعتقال الاحتياطي بتهمة الفساد في سقوط اسهم القناة وسط الراي العام المغربي ، وهي القناة التي تتجاوز المليار مشاهدة .

المثير في الموضوع ان هذه المؤثرة وجدت نفسها وسط حملة ممنهجة ودقيقة من التشهير من طرف قناة شوف تيفي ،و الغريب أن من يقود هذه الحملة هي سيدة يفترض فيها كإمرأة ان تحافظ على مبدأ قرينة البراءة خاصة وأن حالة التلبس غير موجودة ،وخاصة ان عملها كصحفية يجعلها تدرك تمام الادراك انها هي نفسها بسبب البحث عن الخبر وجدت نفسها في أماكن فيها رجال و نساء و خمر دون ان يعني ذلك وجود علاقة زنا او فاحشة او علاقة من اي نوع.

بنفس القدر الذي كانت تحصد فيه شوف تيفي المشاهدات كانت فئة كبيرة من متابعيها تطرح سؤالا حادا ـ حاول رئيس التحرير فيما بعد ان يعتبره حجة للقناة و ليس عليها ـ ، كيف يمكن لقناة وعلى مدار الساعة ان تنشر منشيطات و صور للشابة المؤثرة دون ان يعرف الرأي العام باقي اطراف الملف ،سواء صديقتها أو الزوجة المبلغة بالخيانة الزوجية ولا هوية الزوج المتابع .

فكان السؤال : لماذا هذه المؤثرة لوحدها دون باقي الاطراف ؟

تطورات الملف يبدو انها لم تكن في صالح قناة شوف تيفي ، لأنه بعد الاستماع إلى المتابعين تمت تبرأتهم من ساحة المحكمة بعد اعتقال احتياطي دام ثمانية و اربعين ساعة .

حصلت المؤثرة على البراءة من تهمة الفساد وفق ما توفر لدى النيابة العامة و القضاء من معطيات ، وأصبحت القناة في مأزق قد يكلفها تعويضات طائلة لفائدة المؤثرة إن هي قررت متابعة القناة .

القناة التي ليست مجرد قناة بل هي وجه من أوجه الاعلام ببلادنا يذكرني شخصيا بجرائد انتشرت في بداية التسعينات من القرن الماضي كانت متخصصة في الجرائم و كانت تحصل على تفاصيل تستخرج من محاضر الاستماع إلى المتهمين و الى الضحايا في مخافر الشرطة ، وكان اليسار يسميها آنذاك بالجرائد الصفراء .

ادرك مسؤولوا القناة انهم في حاجة إلى حملة واسعة لتبرئة انفسهم من تهمة التشهير بالمؤثرة بعد حصولها على البراءة . وخرجت اسماء من المجموعة الإعلامية ومحيطها تكتب عن تاريخ شوف تيفي وادوارها … بل إن مسؤول التحرير شخصيا كتب مقالا مطولا يشرح فيه او يبرر زوايا تناول موضوع المؤثرة .

مؤكد ان السلطة القضائية تأثرت بسلطة الاعلام حين امرت بإعتماد الإعتقال الإحتياطي في هذه النازلة ، مادام ان هناك شكاية و إذن من النيابة و بعده معاينة و إعتقال و إستماع و البقية تعرفونها.

في إحدى تصريحاته قالها وزير العدل صراحة : لماذا يتم الاعتقال الاحتياطي في ملفات لا وجود فيها للجريمة الواضحة ؟ و ماذا سيجني المتهم ـبعد حصوله على البراءة ـ من هذا التشهير بسبب وشاية كيدية او كاذبة او خاطئة؟ ….

نحن امام موضوع متشعب الجوانب و يفتح شهية النقاش حول مسطرة التقدم بشكاية ، و الإعتقال الإحتياطي ،و إحترام قرينة البراءة و ضبط وترشيد استعمال التكنولوجيا في حياتنا اليومية ،و تقنين مهن جديدة منها المؤثر و منها صحافة الهاتف والكاميرا و البث المباشر و”لي جابو فمي نطلقو ” !!

ومن كل هذا إتقوا الله في انفسكم قبل غيركم فيوم لكم و ايام عليكم ، و التاريخ. يريكم كم هامات علت وتعالت وهوت وسقطت

فهل تعتبرون ؟

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button