Hot eventsأخبارأخبار سريعةثقافة و فن

بين الحلم والكابوس… يقظة العقل في زمن الرعب

بين الحلم والكابوس… يقظة العقل في زمن الرعب
وعقلُه يواجه تصادُم أجهزةِ التفكير التي اكتسبها بتجاربه،
وتضاربَ تلك التي تعلّمها من كبار المعلمين،
وهشاشةَ آليّات تأمّله للأزمات الفكرية التي لازمته منذ مراهقته ولا يرى لها حلولًا ولا تجاوزًا لبؤسها وقد أينع واشتدّ عوده،

وهو يواجه فشلَ محاولاته في الانتقال من تصوّرات مادية جامحة إلى تمثُّلٍ تجريديٍّ واقٍ،
وصراعَ توتّرات داخلية قد تكون وجودية تعرقل تحليل ذهنه لعلاقة المعرفة كما فهمها بالسلطة كما يراها،
وعراكًا متواصلا مع حُرّاس معابد لا ينتمي إليها،
وخلافًا مريرًا مع صكّ اتهامٍ يُلقي عليه ذنبا لا يُغتفر،
وإجماعًا قاسٍ من القوم يطوقه بشبح حدٍّ رهيب،
وعقابًا لشروعه في تأويل ما قيل له،
وجزاءً على تلبّسه فعلَ إخراج الباطن من الظاهر،
وانتقامًا لتحريره عقله من أسر الطاعة،

وهو يواجه هذا كله
استيقظ مذعورًا، يتصبّب عرقًا،
يتخبّط في قبضة جلّادين أمسكوا بناصيته لا يكاد يجزم أأنهم أبطال كابوس أم كائنات من عالم متوحش ينكرون عليه حقّه في الوجود،
يقتصّون منه لاختلافه مع سادتهم،
يرمونه بالردّة والزندقة محتجّين بما نُقل عنه ذات يوم:
أن لا حقيقةَ إلا الحقيقة العلمية،
وأن الأساطير ليست سوى ثقافة أقوامٍ خلت،
وأن الطقوس بقايا رموزٍ لمشتركٍ قديم،
وأن البحثَ الدؤوب عن المعنى
رفضٌ لإعادة إنتاج نماذج وهميّة،
وقطيعةٌ مع المجهول…

عبداللطيف زكي
الرباط، في 10 يونيو 2025

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button