آسيان تدعم سيادة المغرب وتثني على ريادة الملك محمد السادس

في زيارة تاريخية هي الأولى له إلى المغرب وإفريقيا، أعرب الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، كاو كيم هورن، اليوم الثلاثاء بالرباط، عن دعم آسيان الثابت لاحترام سيادة المغرب ووحدته الترابية. جاء هذا التأكيد في المحضر المشترك الصادر عقب لقائه بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة.
– دعم مبادئ التعاون الدولي والتأكيد على العلاقات الممتازة
جدد الجانبان، في المحضر المشترك، التأكيد على “دعمهم الثابت لمبادئ معاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا، بما في ذلك احترام سيادة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ووحدة أراضيها، وبينها الدول الأعضاء في رابطة آسيان والمغرب، وكذلك عدم التدخل في الشؤون الداخلية والتسوية السلمية للنزاعات”.
شكل هذا اللقاء رفيع المستوى فرصة لتجديد التأكيد على العلاقات الممتازة بين المملكة المغربية ورابطة آسيان، التي تضم عشر دول من جنوب شرق آسيا (إندونيسيا، ماليزيا، سنغافورة، تايلاند، الفلبين، بروناي دار السلام، فيتنام، لاوس، ميانمار، وكمبوديا). كما ناقش الطرفان الخطوات اللازمة لتعزيز العلاقات بين المملكة وهذا التجمع الإقليمي، سواء من حيث المضمون أو النطاق.
– إشادة بريادة الملك محمد السادس ومبادراته الإفريقية
أشاد كاو كيم هورن بريادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس في تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمملكة، معربًا عن تقديره للمبادرات الملكية لفائدة إفريقيا. ونوه الأمين العام لآسيان بـ”التقدم الكبير على المستوى الاجتماعي والاقتصادي وكذلك البنى التحتية والإصلاحات الناجحة التي تحققت بالمغرب”.
كما أشاد بالرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل القارة الإفريقية، من خلال المبادرات الملكية الاستراتيجية. وأعرب عن تقديره للمبادرات الأطلسية التي أطلقها جلالة الملك، والمتمثلة في المبادرة الرامية إلى تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، وخط أنبوب الغاز الإفريقي-الأطلسي، ومبادرة الدول الإفريقية الأطلسية.
أكد الأمين العام لآسيان أن “المقومات العديدة التي يتمتع بها المغرب تجعله منصة جذابة للتجارة والاستثمارات بالنسبة لحكومات وأوساط الأعمال في الرابطة”، موضحًا أن “الشراكة بين الطرفين ستسهل ولوج آسيان إلى إفريقيا واستفادتها من الفرص التي توفرها المبادرات الأطلسية في المنطقة”.
– التزام المغرب بتعزيز شراكة “رابح-رابح” مع آسيان
من جانبه، أكد بوريطة أن تعزيز العلاقات بين المغرب ورابطة دول جنوب شرق آسيا يندرج في إطار الرؤية الاستراتيجية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية إلى تنويع شركاء المملكة وتعزيز تعاون جنوب-جنوب قوي ومتضامن. وجدد التأكيد على استعداد المغرب لدعم رابطة آسيان والتعاون معها في العديد من القطاعات، في إطار مقاربة “رابح-رابح”، سواء مع المنظمة أو مع جميع الدول الأعضاء فيها.
وأعرب الوزير عن شكره للكاو، ومن خلاله للدول الأعضاء في هذه المنظمة، على دعمهم لحصول المغرب على صفة شريك حوار قطاعي لدى آسيان في سبتمبر 2023. وقد سجل الأمين العام لآسيان بارتياح مشاركة المغرب النشطة في مختلف فعاليات هذه الرابطة، لا سيما الندوات والورشات المرتبطة بحقوق الإنسان والتعاون الاقتصادي والنقل والحماية الاجتماعية والتنمية والربط وتطوير المدن الذكية.
– آفاق التعاون المستقبلي والمغرب كبوابة لإفريقيا
أشاد الطرفان بانعقاد الاجتماع الثاني للجنة المختلطة للتعاون القطاعي آسيان – المغرب في جاكرتا في 27 نوفمبر 2024، ومن المقرر عقد الدورة الثالثة في نوفمبر 2025. كما شدد المسؤولان على أهمية برامج التكوين التي يقدمها المعهد المغربي للتكوين والأبحاث والدراسات الدبلوماسية للدبلوماسيين من الدول الأعضاء في آسيان وأمانة هذه الرابطة، وأشادا ببرامج التعاون المثمرة القائمة بين الدول الأعضاء في آسيان والمغرب، من خلال الوكالة المغربية للتعاون الدولي، لفائدة الدول الأعضاء في الرابطة والبلدان الإفريقية.
في الختام، أجمع بوريطة وكاو كيم هورن على أن المغرب يوفر بوابة ولوج مهمة نحو إفريقيا بالنسبة للدول الأعضاء في رابطة آسيان، التي تمثل، بدورها، فرصة حقيقية للمغرب لتطوير والانفتاح على تعاون اقتصادي أكبر مع المنطقة بشكل خاص ومع آسيا ككل.



