بقلوب دامعة و أرواح مفجوعة، تلقت اسرة الاعلام المغربي خبر وفاة الإعلامي المغربي المخضرم سعيد الجديدي، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى السبت 27 شتنبر 2025، بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإبداع في خدمة الإعلام الوطني.
كان سعيد الجديدي، ابن مدينة تطوان، رائدًا في عالم الصحافة والإعلام، وأحد أعمدة التلفزيون المغربي منذ ما بعد الاستقلال، حيث ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الإعلام الناطق باللغة الإسبانية.
اشتهر الفقيد بكونه أول مقدم لنشرات الأخبار باللغة الإسبانية على القناة الأولى المغربية، حيث قدم النشرات لثلاثة عقود كاملة، محولاً الشاشة الصغيرة إلى جسر ثقافي يربط بين الجمهور المغربي والعالم الناطق بالإسبانية.
بصوته الجهوري الدافئ وأسلوبه المهني الراقي، لم يكن مجرد مذيع، بل كان معلماً يقرب اللغة الإسبانية من الجمهور المغربي، ومترجمًا أدبيًا استثنائيًا، ترجم عشرات الكتب من العربية إلى الإسبانية، مساهمًا في تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب.
كما حاز على وسام الاستحقاق الإسباني تقديرًا لجهوده في هذا المجال، مما يعكس الاعتراف الدولي بإرثه الثري.
رحل سعيد الجديدي تاركًا وراءه فراغًا هائلاً في الساحة الإعلامية والثقافية المغربية، لكنه يبقى حيًا في ذاكرة الجماهير التي رافقها صوته لسنوات طويلة، وفي قلوب زملائه الذين يشهدون له بالأمانة والتفاني. إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم أسكنه فسيح جناتك، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، واجعل قبره روضة من رياض الجنة.
