
بقلم: القبطان عبدالله دكدوك
في زمن أصبحت فيه الكلمة تستعمل للزينة أكثر مما تستعمل للحقيقة يبرز اسم عبد الناصر لقاح كشاعر لا يتكئ على المجاز للهروب من الواقع بل يجعله أداة لاختراقه.
شاعر لا ينفصل عن قضايا الإنسان ولا يكتب من أبراج عالية بل من عمق الأرض التي ينتمي إليها ومن نبض الناس الذين يحملهم في قصائده كمن يحمل جزءا من روحه.
هو شاعر الوطن لا لأنه اختار هذا اللقب بل لأن الوطن اختاره ناطقا باسمه. تلمس في شعره ملامح الأرض التي أحبها ووجعها حين تتألم، وأملها حين تستعيد أنفاسها.
للصورة بوحھا وللوطن اعلامھ عبد الناصر لقاح… شاعر يحمل الوطن في قلبه وفي قلمه
لا يكتب من أجل اللغة فحسب بل يجعل اللغة جسدا للوطن وصوتا لحضوره في القلب والذاكرة.ما يميز عبد الناصر لقاح ليس فقط موهبته الشعرية الرفيعة بل هذا الاتساق العميق بين فكره ونصھ بين قناعاته ومواقفه.
إنھ شاعر يعرف تماما معنى أن تكون الكلمة مسؤولية وأن القصيدة ليست مجرد لوحة لغوية بل موقف أخلاقي وثقافي وجمالي.وفي حضوره الثقافي سواء في المهرجانات أو عبر نصوصه المنشورة أو حتى في مداخلاته الفكرية يظل عبد الناصر لقاح واحدا من الأصوات التي لا تخطئها البصيرة.
ذلك لأنه ظل وفيا لذاته ولم يتخل يوما عن إيمانه العميق بأن الشعر يمكن أن يكون شكلا من أشكال المقاومة ومن مسارات البناء.ولعل الأجمل في تجربته أنه لم يقدم الشعر كترف نخبوي بل جعله جسرا بين المثقفين والناس، بين الماضي والحاضر بين الجرح والأمل. يكتب كما يتنفس ويحاور كما يحلم ويترك في كل سطر توقيعا لا يشبه إلا حضوره.
لهذا اقول بكل امتنان إن عبد الناصر لقاح ليس فقط شاعرا للوطن بل هو أحد الذين يصوغون معنا ويحفظون اسمه من التآكل ويذكروننا في كل لحظة أن الكلمة إذا صدقت… صارت وطنا.
– شهادتي في حق شاعر الوطن كان من المفترض أن أُلقيها يوم تكريمه ذات احتفاء.



