الذكرى 19 للمنظمة الديمقراطية للشغل.. رؤية نضالية في مواجهة التحديات الاجتماعية

في سياق وطني ودولي يتسم بتحولات اقتصادية وتكنولوجية وبيئية عميقة، تحتفل المنظمة الديمقراطية للشغل بذكراها التاسعة عشرة، مؤكدةً على أهمية تجديد أدوار التنظيمات النقابية في صياغة السياسات العمومية وتعزيز العدالة الاجتماعية. وتأتي هذه المناسبة كفرصة للوقوف على أبرز التحديات التي تواجه الطبقة العاملة والفئات الهشة، وتقديم رؤية نضالية قائمة على مطالب استراتيجية لضمان العيش الكريم.
في بيانها بهذه المناسبة، شخصت المنظمة الديمقراطية للشغل الوضع الاجتماعي والاقتصادي الراهن في المغرب، مسلطةً الضوء على مجموعة من الإشكالات البنيوية. ومن أبرز هذه الإشكالات ارتفاع معدلات البطالة، خاصةً في صفوف خريجي الجامعات، واتساع الفوارق الاجتماعية والمجالية، بالإضافة إلى تراجع القدرة الشرائية للمواطنين بسبب التضخم المتزايد. كما أشارت المنظمة إلى استمرار اختلالات أنظمة الحماية الاجتماعية وجمود الترسانة القانونية المرتبطة بعلاقات الشغل.
لم تكتفِ المنظمة بتشخيص الوضع، بل قدمت حزمة من المطالب الاستراتيجية التي تسعى من خلالها إلى بناء “تعاقد اجتماعي جديد” يقوم على مبادئ الإنصاف والكرامة. وتطالب المنظمة بضمان الشغل اللائق للجميع، وإصلاح شامل لأنظمة التقاعد عبر توحيد الصناديق ورفض أي إصلاحات تزيد من سن التقاعد أو تقلص المعاشات.
كما تدعو المنظمة إلى تحسين القدرة الشرائية عبر تفعيل السلم المتحرك للأجور وتعميم منحة “الشهر الثالث عشر”، مع مراجعة معايير السجل الاجتماعي الموحد لضمان وصول الدعم لمستحقيه. وفيما يخص الإطار القانوني، تجدد المنظمة مطالبتها بإصلاح شامل للمنظومة القانونية للشغل ورفض مشروع قانون الإضراب في صيغته الحالية التي “تقيد حقاً دستورياً”.
على الصعيد الوطني، أكدت المنظمة الديمقراطية للشغل التزامها الكامل بالثوابت الوطنية، وفي مقدمتها الدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب، ودعم الأوراش الملكية الكبرى مثل تعميم التغطية الاجتماعية. كما جددت موقفها الثابت في محاربة الفساد والريع الإداري والاقتصادي، باعتبارهما مدخلين أساسيين لتحقيق التنمية العادلة.
أما على المستوى الدولي، فقد جددت المنظمة تضامنها اللامشروط مع الشعب الفلسطيني، داعيةً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
في هذه المناسبة، توجهت المنظمة بالتحية إلى مناضليها، واستحضرت بكل تقدير وإجلال روح مؤسسها الراحل الدكتور عبد المجيد بوزوبع، ورفيقه حبيب كروم، وكل شهداء الحركة النقابية المغربية. وتعتبر المنظمة أن الذكرى التاسعة عشرة ليست مجرد احتفال رمزي، بل هي لحظة لتقييم المسار واستشراف المستقبل، مؤكدةً استمرارها في دورها كفاعل اجتماعي مستقل ومسؤول يسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية الشاملة.



