أخبارالرئيسيةالمرأةالناس و الحياةثقافة و فن

هدى بنجلون..ريشة تُحاور الذاكرة المغربية بلغة العَالَم

في عالم يتبدّل فيه معنى الفن يوماً بعد يوم، تبرز الفنانة المغربية هدى بنجلون كصوت بصري استثنائي، يحمل روح الأصالة المغربية ويعبّر عنها بلغة عالمية راقية.
لوحاتها ليست مجرّد ألوان على قماش، بل رحلات في الذاكرة، وحوارات بين الجسد والروح، بين الماضي والمستقبل.

وُلدت هدى بنجلون في الدار البيضاء داخل أسرة تُقدّر الثقافة والفنون. منذ طفولتها، كان الرسم لغتها المفضّلة للتعبير عن المشاعر التي لا تُقال بالكلمات.
بعد دراستها في المغرب، تابعت تكوينها الفني في باريس، حيث انفتحت على المدارس الأوروبية في الفن التجريدي والمعاصر، لكنها حافظت على جذورها المغربية التي تتجلّى في كل تفاصيل أعمالها.

تُعتبر أعمال هدى بنجلون مزجاً فريداً بين الحسية والتأمل. فألوانها الجريئة وملامح وجوهها الغامضة تُعبّر عن أنوثة قوية ومتصالحة مع الذات و غالبًا ما تستلهم من الزخارف الأندلسية، والرموز الأمازيغية، والذاكرة الشعبية المغربية، فتجعل من اللوحة مساحةً للحوار بين التراث والحداثة.

تقول هدى في أحد حواراتها:
“الفن بالنسبة إليّ ليس ترفاً، بل طريقة لفهم الحياة… كل لون هو إحساس، وكل خطّ هو أثر من ذاكرة لا تموت.”

شاركت الفنانة في معارض داخل المغرب وخارجه، من الرباط إلى باريس ولندن ونيويورك، حيث حظيت أعمالها بإعجاب النقاد والمتتبعين.
كما تم اختيارها سنة 2023 ضمن قائمة أفضل الفنانات المعاصرات في العالم العربي حسب تصنيف مجلة ArtFemina International، تقديراً لإبداعها وتفرّد رؤيتها الجمالية.

تركّز هدى في أعمالها على المرأة كرمز للحياة والذاكرة والقدرة على النهوض.
تعالج قضايا الهوية والوجود والروحانية، بأسلوب يجعل المشاهد يعيش تجربة تأملية عميقة.
ريشتها لا تروي قصة واحدة، بل تفتح نوافذ على الذات والكون في آنٍ واحد.

تمثل هدى بنجلون جيلاً من الفنانات المغربيات اللواتي يمزجن بين الفكر والجمال، بين الأصالة والانفتاح.
في كل لوحة من لوحاتها، نجد مغرباً يبتسم للألوان، وامرأة تُعيد تعريف القوة في صمتها.


إنها فنانة تُجيد الإصغاء للون، وتحويل الذاكرة إلى حياة نابضة على القماش و مغربية تمشي بين المعارض تحمل رسالة وطن بأكمله إلى العالم.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button