أخبارإفريقياالرئيسيةالمرأةالناس و الحياةجهات المملكةمجتمعمغاربة العالم

الضحكة والذكاء..كيف جمعت سناء عكرود ولبنى أبيضار بين الجرأة والرسالة الفنية؟

في زمنٍ تتصارع فيه الصورة والمضمون، تبرز امرأتان من عمق المغرب الثقافي لتقولا إن الفن ليس مجرد شهرة أو إثارة، بل موقف ووعي ورسالة.
سناء عكرود ولبنى أبيضار، اسمان اختارا أن يواجها العاصفة لا أن يختبئا خلف المألوف، ليقدّما صورة مختلفة للمرأة المغربية، القادرة على التعبير، وعلى إثارة النقاش دون أن تفقد أصالتها أو حسّها الإنساني.

سناء عكرود تمثل صوت الهدوء الذي يكشف الضجيج، من خلال مسارها الحافل بالأدوار المركّبة بين التلفزيون والسينما، أثبتت سناء عكرود أنها فنانة لا تؤمن بالسطحية.
قدّمت شخصيات بسيطة في ظاهرها، عميقة في معانيها، وكأنها تكتب على الشاشة سيرتنا جميعًا، بعيوبنا وأحلامنا.

تقول في أحد حواراتها: “الفن لا يصنعه الجمال فقط، بل الجرأة على قول الحقيقة”.
تلك الحقيقة التي جعلتها تبتعد أحيانًا عن الأضواء لتبحث في ذاتها، وتعود لتوقظ فينا التساؤل: هل نحن فعلاً أحرار في اختياراتنا الفنية أم سجناء نظرة الآخر؟

في المقابل، تمثّل لبنى أبيضار الوجه الآخر للجرأة الفنية، لا تخاف الجدل، ولا تهرب من النقد.
هي الممثلة التي كسرت القوالب الجاهزة، وأجبرت الجميع على الحديث عن “الحرية الفنية” بصدق أكبر.
رغم ما تعرضت له من هجوم، ظلت ثابتة على مبدأ أن “الفن الحقيقي يُزعج لأنه يُفكّر”.
وراء الصورة الصاخبة امرأة شجاعة، واثقة من قدراتها، تعرف كيف تخلق من الجرح إلهامًا ومن العتاب حوارًا.

ما يجمع بين عكرود وأبيضار ليس فقط المهنة، بل الشجاعة على الاختلاف.
إحداهما تمارس الفن بصمتٍ وتأمل، والأخرى بوضوحٍ وصوتٍ مرتفع، لكن كليهما تُجسدان معنى أن تكوني فنانة حرة في المغرب، في مجتمعٍ يطلب من المرأة أن تُرضي الجميع.
إنهما تشتركان في الإصرار على أن الجرأة ليست فضيحة، بل طريقة أخرى للحب والصدق مع الذات.

تُثبت التجربتان أن الفن المغربي النسائي قادر على التجدد والتنوّع، وأن الاختلاف في الأسلوب لا يعني الانقسام، بل يُغني المشهد الإبداعي.
من خلالهما، تتأكد مقولة أن “الفنان الحقيقي لا يسعى إلى التصفيق، بل إلى التأثير”.

حين تصمت سناء عكرود يتكلم العمق، وحين تتكلم لبنى أبيضار يصمت الخوف.
وبين الاثنتين، تتشكل ملامح فن نسائي مغربي، لا يخشى الضوء… ولا الظل.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button