
من ثقافة الاعتراف إلى صوت الحقيقة: قراءة في الخرجات الإعلامية الموفقة للإعلامي عبد السلام العزوزي خارج نسق المجاملة والمحاباة
بقلم: القبطان عبدالله دكدوك
انطلاقًا من قناعتي الفكرية التي أسّستها عبر بحثي الميداني الدليل الأنطولوجي على صفحتي علم من الرقمي الى الورقي وما أرسمه من خلال صفحاتي الرسمية التي تتخذ شعارًا ساميًا:
معًا لمدّ جسور التواصل والتآخي لنشر ثقافة الاعتراف بالآخر، جميعنا من أجل تلاقح الأجيال.
تأتي هذه الورقة الإعلامية خارج نسق المحاباة والمجادلة، لتندرج في إطار ثقافة الاعتراف التي تُعلي من قيمة الإنسان في فكره وعطائه، وتُنصف القامات الوطنية التي تخدم الحقيقة بمهنية وضمير.
في هذا السياق، يبرز الإعلامي عبد السلام العزوزي، قيدوم الإعلاميين ومدير موقع الحدث الإفريقي، كصوتٍ عاقلٍ ومتزنٍ في المشهد الإعلامي الوطني والعربي خرجاته الإعلامية عبر موقعه الرائد وقناته المصاحبة تُجسّد نمطًا تقليديًا تصحيحيًا في زمن الانفلات الخطابي، إذ يُقدّم الكلمة المسؤولة برصانة التحليل ووضوح الحجة ودمغ الدليل.
إنه إعلامي لا يلهث وراء العناوين المثيرة ولا يسعى إلى بطولات افتراضية، بل ينحت الكلمة نحتًا وطنيًا عميقًا، يجعل من الحقيقة منبره، ومن الموضوعية منهجه.
وفي تناوله لممارسات النظام الجزائري المعادي للمغرب، يُقدّم العزوزي رؤية متزنة، تستند إلى براءة التحليل وصدق المعطى، لا إلى الانفعال أو المزايدة.
إن النظام الجزائري الذي جعل من الكذب رأس ماله، ومن زرع بذور العداء في نفوس شعبه ضد بلدٍ عريقٍ تاريخيًا وحضاريًا ورياديًا مشروعه البائس، يجد في خطاب العزوزي مرآة تكشف زيفه، وإعلامًا مغربيًا نزيهًا يواجه التضليل بالبرهان، والدعاية بالمنطق، والعداء بثقافة البناء.
ولعل ما يُميز العزوزي أنه يُخاطب العقل قبل العاطفة، ويُعيد التذكير بأن المغرب ليس دولةً عابرة في الجغرافيا، بل حضارةٌ ممتدة في الزمان والمكان، قادها ملوكٌ حكماء، وصانها شعبٌ وفيٌّ متشبث بثوابته ووحدته الترابية.
إن خرجاته الإعلامية ليست مجرد ردود، بل محاكم فكرية تُعرّي الزيف وتُضيء دروب الوعي، وتُعيد الاعتبار للكلمة الحرة والإعلام المسؤول.
ومن هذا المنطلق، فإن الحديث عن عبد السلام العزوزي هو حديث عن كل الأقلام الصادقة التي تكتب بضمير، وتغرس الكلمة في تربة الوطن حبًا وانتماءً.فالإشادة هنا ليست محاباة، بل اعتراف بجهدٍ إعلاميٍّ أصيلٍ يسعى إلى ترسيخ قيم الصدق والمهنية، وهي ذات القيم التي يؤمن بها مشروع على صفحتي علم – من الرقمي إلى الورقي” في دعوته الدائمة إلى تلاقح الأجيال وبناء الجسور .
وهكذا، فإن الاعتراف بالآخر ليس ضعفًا، بل قوة نابعة من صفاء الرؤية وصدق النية، وما نقوله في حق الأستاذ عبد السلام العزوزي، نقوله أيضًا في حق كل قلمٍ حرٍّ جعل من الإعلام رسالة، ومن الوطن قضية.



