Hot eventsأخبارأخبار سريعة

كلام أحمد التويزي بين المجاز اللغوي والحقيقة المرة التي تشرعن الفساد

خلق تدخل أحمد التويزي رئيس الفريق البرلماني لحزب الأصالة والمعاصرة، خلال أشغال اللجنة المالية التي انعقدت أمس لمناقشة مشروع المالية لسنة 2026، حالة من الاستياء والغضب لدى عموم المغاربة، خصوصا حينما قال في تدخله بخصوص الدقيق المدعم، “أنا كنعرف هاد الشي، راه كاين اللي يطحن غي الأوراق..” وأضاف قائلا، “الدقيق المدعم راه خاصكم تشوفوه، راه بعض المناطق ما كاتاكلوش..”. وأضاف أيضا، “ملايير الدراهم في هذا الملف يستفيد منه الاغنياء أكثر من الفقراء..”
كلام، تصريح أو تدخل رئيس فريق حزب الأصالة والمعاصرة خلال أشغال اللجنة المالية، أعاد طرح ملف “الدعم” من جديد، وكشف عن نوع آخر من الفراقشية، ويتعلق الأمر “بفراقشية الدقيق المدعم”..
تصريح التويزي أمس، وقبله العديد من عضوات وأعضاء اللجنة، خصوصا الذين ينتمون لأحزاب الاغلبية، الاصالة والاستقلال، يكشف حقيقية التحالف الحكومي الذي بات يعيش آخر أيامه، حالة اللاستقرار التي أصبحت واضحة للعموم، تفسر أمرا واحدا لا يحتمل الشك ولا التأويل، أن أحزاب الأغلبية بدأت تتصارع من أجل قيادة الحكومة المقبلة، ولتحقيق ذلك لابد من وضع حد للحزب المنافس الذي أصبح يواجه التهم هنا وهناك من الأغلبية والمعارضة..
ثانيا، وبغض النظر عما إذا استعمل القيادي التويزي كلمة “يطحن غي الأوراق” مجازا كما أوضح ذلك في تدوينة له، والتي اعتبرها البعض قرصة أذن تعرض لها حتى برر ذلك بالمجاز، وأن المقصود من العبارة، ليس هو الغش في الدقيق، وإنما الغش في الأوراق والفواتير، وهو الامر نفسه الذي ذهب إليه أحد النواب في تدوينة له..
نقول للتويزي البرلماني القيادي رئيس الفريق البامي، كما يقول المثل الشعبي، “جيت تكحلها عميتها..”. فسواء كان المقصود بعملية الغش في الدقيق، أو الغش في الفواتير، فكلا الحالتين تشكلان جريمة يعاقب عليهما القانون الجنائي المغربي. الجريمة الأولى ارتكبت في حق مواطنين مغاربة تمس أمنهم الغذائي. والجريمة الثانية والمتعلق بالتزوير في الفواتير والوثائق للحصول على الدعم المالي من أجل تحقيق الثروة بطرق غير مشروعة، تعتبر جريمة في حق الوطن والمواطنين، وهذا يجعلنا نسائل النائب البرلماني التويزي، اين هو قانون الإثراء غير المشروع الذي تم سحبه من البرلمان ولم يتم إرجاعه، “خرج ولم يعد”..

كلام التويزي الذي قال فيه، “ملايير الدراهم في ملف الدقيق يستفيد منها الأغنياء، أكثر من الفقراء..”، يجعلنا نعيد طرح سؤال آخر على رئيس الفريق البرلماني لحزب الأصالة والمعاصرة، لماذا التزمت الصمت عن الدعم المقدم طيلة السنوات الماضية، أليس هذا هو منطق، “البارح تاكل مع الديب واليوم تبكي مع الراعي”؟، بمعنى بالأمس القريب كنت تدافع عن الحكومة وكنت من الرافضين لتشكيل لجنة تقصي الحقائق في ملف دعم المواشي، وغيرها، وها انت اليوم تطالب بالمراقبة والمحاسبة والتصدي لهؤلاء، فعلا منطق الكيل بمكيالين..
كان من باب أولى، ما دمت وحزبك تؤكدون في كل اللقاءات حرصكم على محاربة الفساد والريع، أن تتساءلوا عن الملايير المتعلقة بأرباح المحروقات. وعن ملايير دعم المواشي، وعن ملايير صندوق التنمية القروية وعن وعن..
خلاصة القول، وعكس ما قال زميلكم في الحزب في تدوينته، “تعوزنا صحافة متمكنة تفرق بين الحقيقة والمجاز والاستعارة”، نقول له نحن بحاجة إلى برلمانيين يدافعون عن الوطن وعن المواطن ويشرعون لمحاربة الفساد والقطع مع الريع وتضارب المصالح، وليس لبرلمانيين يطبلون ويزمرون لحكومة طحنت الأخضر واليابس، ورفعت من الأسعار، وفقرت المواطن، وخلقت الفوارق الاجتماعية وقتلت الثقة في المؤسسات..

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button