أكاديميون وخبراء: القرار الأممي انتصار للدبلوماسية المغربية يقودها ملك حكيم

عاش المغاربة، أمس الجمعة 31 اكتوبر 2025، حدثا تاريخيا هاما يتعلق بالقرار الأممي الصادر عن مجلس الأمن الذي وضع حدا نهائيا للنزاع المفتعل بخصوص ملف الصحراء المغربية.
القرار الصادر رقم 2797، يمثّل نقطة تحول رئيسية في مسار حل نزاع الصحراء المغربية بشكل نهائي، كما يكرس فعلا نهاية اللعبة التي كانت تلعبها الجزائر.
القرار الذي صوت لصالحه 11 دولة، في حين امتنعت 3 دول، روسيا والصين وباكستان، عن التصويت، يمثّل حدثا هاما في تاريخ المغرب المعاصر، ويعزز رؤية الملك محمد السادس وعزمه على حل النزاع المفتعل في الصحراء.مباشرة بعد التصويت وجه الملك محمد السادس خطابا تاريخيا، اعتبره المتتبع للشأن العام، بخطاب النصر والعزة، خطابا حمل في مضمونه العديد من الإشارات والدلالات القوية، التي تؤكد فعلا قوة المغرب الدبلوماسية والسياسية، وأن تقديم مقترح الحكم الذاتي كمقترح لم يكن عبثا، وإنما نابع من حكمة وعبقرية دبلوماسية يقودها محمد السادس.
هذا، وقد أشاد مجموعة من الأساتذة الباحثين والسياسيين والمهتمين بالقرار التاريخي الذي أعلن عنه مجلس الأمن، والذي يتزامن مع الإحتفال بالذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء التي أعطى انطلاقتها المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني، وكذا الخطاب الملكي الذي جاء مباشرة بعد عملية التصويت.
الأستاذ هشام كزوط الأكاديمي والأستاذ الجامعي في علوم الإعلام والتواصل، وصف الخطاب الملكي بخطاب النصر والعزة، حيث عبر فيه جلالة الملك محمد السادس، عن انتصار المغرب للدبلوماسية الرصينة والحكمة الثابتة، بعد خمسين سنة من التضحيات والبناء المتدرّج.وأضاف الأستاذ هشام كزوط إنه بفضل الرؤية الملكية السديدة، تحوّل ملف الصحراء من قضية نزاع إلى قصة نجاح مغربي تحظى باعتراف دولي متزايد، وترسخت مغربية الصحراء واقعًا سياديًا وتنمويًا لا رجعة فيه.
وأبرز المتحدث، إن قوة الخطاب تكمن في وضوح رسالته الحازمة للعالم: أن المغرب الموحد من طنجة إلى لكويرة ماضٍ بثقة في مسار التنمية والاستقرار، وأن مبادرة الحكم الذاتي هي الحل الوحيد والنهائي. كما حمل الخطاب نَفَسًا إنسانيًا ووحدويًا في دعوته الصادقة لإخواننا في تندوف للعودة إلى حضن الوطن الأم، ومدّ اليد إلى الجزائر لبناء مستقبل مغاربي مشترك.
أما الدكتورة فاطمة الزهراء بصراوي نائبة رئيس جهة الشرق، فقد اعتبرت القرار الأممي، باللحظة الفارقة في مسار الأمة المغربية، حيث عبر مجلس الأمن عن دعمه لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، تحت السيادة الكاملة للمملكة المغربية وبتوجيهات ورؤية جلالة الملك محمد السادس.
وأضافت نائبة الرئيس في تصريحها، إن القرار الدولي يعكس التقدير والاعتراف بمجهودات المملكة المغربية المستمرة، بقيادة الملك محمد السادس، من أجل الأمن والاستقرار والتنمية، ويجسد أيضا، لشرعية مطالب المغرب التاريخية والسياسية في صحرائه، ويكرّس وحدة التراب الوطني من طنجة إلى الكويرة، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، جسدا واحدا وقلبا واحدا، ملتفون حول قائدهم الملهم رافع شعار التنمية والكرامة والسيادة.
وعلاقة خطاب جلالة الملك الذي جاء مباشرة بعد قرار مجلس الامن، له دلالات عميقة، فهو يعلن عن فتح صفحة جديدة في مسار ترسيخ مغربية الصحراء والطي النهائي للنزاع المفتعل على أساس مبادرة الحكم الذاتي، ويؤكد أن هذا التحول التاريخي يتزامن مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء والذكرى السبعين لاستقلال المملكة، ليشكل منعطفًا فاصلاً في تاريخ المغرب الحديث.
وختمت الدكتورة فاطمة الزهراء بصراوي، الصحراء مغربية، كانت وستبقى مغربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
الأستاذ عزيز زالاغ، أستاذ باحث في علوم الإعلام والتواصل، قال في تصريح له، كثيرا ما تابعنا في الإعلام الفرنسي، إبان فترة اعتراف الدولة الفرنسية بمغربية الصحراء، اقتناع العديد من المحللين والسياسيين الفرنسيين أساسا، بكون المملكة المغربية حليفا جيواستراتيجيا في منطقة شمال إفريقيا لا يمكن الاستغناء عنه البتة. وكثيرا أيضا ما عاينا تكرار وصفهم لجلالة الملك بأنه “استراتيجي كبير”، ولم يأت هذا النعت من فراغ، بل من تحليل عميق ممتد ورصين. بحيث تابع العالم كيف أن الملك محمد السادس ومنذ اعتلائه العرش العلوي، جعل من قضيتنا العادلة المنظار الأساس لكل الشراكات والعلاقات الدولية،ولم يسمح مطلقا بأن تكون موضوع ابتزاز من اي دولة مهما بلغت قوتها، حتى وإن كانت الدولة “صاحبة القلم” نفسها.
فأن تخطط بهدوء وحزم، وترافع بقوة وحكمة، وأن تبني ترافعك على تقديم البديل والحل الواقعي المتمثل في الجهوية الموسعة باعتبارها مشروعا تنمويا نابعا من تصور وفلسفة تنمي الوطن بكل ربوعه وتمنح لإخواننا في الصحراء الحق في حكم ذاتي تحت السيادة الوطنية الجامعة وتحت مظلة “دولة أمة” امتدت لأزيد من اثني عشر قرنا، واستطاعت ان تجعل من تنوعنا واختلافنا هوية وطنية منفردة،فلا يمكنك إلا أن تكون من كبار الاستراتيجيين بلا مشاحة.
يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025، يضيف الاستاذ عزيز زالاغ، ليس كأي يوم من أيام الخمسين سنة التي سبقته، حيث انتصرت الشرعية والحكمة والتخطيط الاستراتيجي الملكي السامي، على الحسم الأممي.أما البروفيسور والكاتبة انتصار حدية، قالت إنه بمشاعر الفخر والاعتزاز، تلقّينا كمغاربة قرار مجلس الأمن الداعم للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية في صحرائنا.
إنه انتصار دبلوماسي عظيم، تتويج لمسار طويل من العمل الجاد تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
وأضافت، نحن فخورون بهذا الإنجاز، هو انتصار للحق، وانتصار للمغرب، انتصار جعل العالم يرفع صوته ليعترف بسيادتنا ووحدتنا الترابية، وصدق وعد الله تعالى:﴿إن يَنصُرْكُمُ اللهُ فلا غالِبَ لكم﴾.
وأكدت البروفيسور انتصار حدية، إننا اليوم، أمام مسؤولية تاريخية، مسؤولية تحتم علينا الاستمرار في البناء، التنمية، وخدمة أقاليمنا الجنوبية بما يليق بها وبمكانتها.الحمد لله. فهنيئًا لنا مرة أخرى بهذا اليوم التاريخي، الذي يشكل بداية مرحلة جديدة من العزة والازدهار لوطننا.



