العلم الوطني في القلوب..بائع الخضر الذي جسد معنى الوطنية في يوم المسيرة الخضراء

في زاوية من أزقة المدينة القديمة يقف رجل بسيط بوجه تملأه الطيبة وملامح الرضا، أمام متجر صغير لبيع الخضر لكن ما يجعل المشهد مختلفا ليس البضاعة ولا المكان، بل العلم المغربي المرفوع بفخر فوق بابه، يرفرف كنبض وطن يسكن القلب قبل الجدار.
في هذا اليوم الخالد، ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة لا يحتاج الحب للوطن إلى كلمات كبيرة أو خطابات رسمية،يكفي أن يعلق بائع خضر علم بلاده فوق محله ليقول للعالم بصمته: هنا المغرب… وهنا أبناء المغرب الذين لا يبدلون حب الوطن بثمن.
لم ينتظر هذا الرجل كاميرات التلفزيون ولا زيارات المسؤولين ولم يسع إلى شهرة أو تقدير، فقط رفع العلم وهو يبتسم،لأن الوطن عنده ليس شعارا يقال بل شعور يعيش في القلب.
إنه يمثل تلك الفئة الصادقة من أبناء هذا البلد الذين يصنعون يومهم بالكد والعمل،لكنهم لا ينسون أبدا أن الوطن أولا والعلم رمز الكرامة والسيادة.
من خلال هذه الصورة البسيطة، نقرأ قصة وطن كامل:
قصة مغرب لا تنحصر في القصور والمؤسسات،بل تمتد إلى الأسواق الشعبية إلى الأزقة القديمة إلى كل بيت يحمل علما أو يردد النشيد الوطني من القلب.
هي المسيرة الخضراء التي ما تزال حاضرة،لا في الكتب فقط بل في تفاصيل الحياة اليومية لكل مغربي شريف يرى في العلم امتدادا لروحه وفي الوطن أما لا تقدر بثمن.
في وجه هذا البائع الطيب تشرق كل ملامح الفخر وكأنه يقول:
قد أكون بسيطا في رزقي،لكني غني بحبي للمغرب.
هكذا يظل الوطن حيا في قلوب أبنائه وهكذا تستمر المسيرة الخضراء كل يوم،على أيدي الرجال والنساء الذين يرفعون الراية فوق كل الصعوبات،لأن الوطنية ليست موقعا ولا منصبا،بل نبضا يرفرف في القلب… مثل هذا العلم الجميل الذي يغطي الباب ويضيء المكان.



