الحاج بناصر رفيق.. لا يحق لأي رئيس جماعة الحديث عن تدبير جماعة أخرى أو التعليق على مشاريعها

الحدث الإفريقي/ الرباط
أثار الخروج الإعلامي الأخير لأحد رؤساء الجماعات المجاورة، المنتمي لحزب داخل مكونات الأغلبية الحكومية والجماعية، موجة واسعة من التساؤلات داخل الأوساط المحلية والسياسية بإقليم الجديدة، بعدما خاض المسؤول المذكور بشكل غير مسبوق في تفاصيل مشاريع وأوراش داخل تراب مدينة الجديدة، متجاوزاً حدود اختصاصه الدستورية، ومتناسياً أن ممارسة السلطة الجماعية تخضع لقواعد واضحة لا تحتمل التأويل.
وفي هذا السياق، خرج الحاج بناصر رفيق، النائب البرلماني عن إقليم الجديدة والنائب الأول لرئيس جماعة الجديدة المكلف بالأوراش الكبرى، بموقف حازم وهادئ في آن واحد، يعكس قوة الخطاب المؤسساتي دون الانجرار إلى مستوى الانفعال
احترام الدستور ليس اختياراً…
والمؤسسات ليست مادة للتعليق
أكد الحاج بناصر رفيق أن الإطار الدستوري المنظم للجماعات الترابية واضح وصريح، وأنه لا يمنح لأي رئيس جماعة الحق في الحديث عن تدبير جماعة أخرى أو التعليق على مشاريعها، مهما كانت دوافعه أو نواياه.
وأشار إلى أن احترام الاختصاصات ليس فقط واجباً قانونياً، بل هو مبدأ سياسي وأخلاقي يحفظ الانسجام داخل الأغلبية، ويضمن هيبة المؤسسات المنتخبة وصورتها أمام المواطنين.
وأضاف أن الخوض في شؤون جماعة أخرى، تحت أي ذريعة، يُعدّ سلوكاً لا يخدم الصالح العام، ويطرح أسئلة مشروعة حول دوافعه وتوقيته وأبعاده، خاصة حين يتزامن مع أوراش كبرى تشرف عليها جماعة الجديدة وتنفذها بشراكة مع الدولة ومختلف المتدخلين.
سياسة المنجز… لا سياسة العناوين
وفي نبرة تجمع بين الحزم والتهذيب السياسي، شدّد الحاج بناصر رفيق على أن الجديدة ليست في حاجة إلى “وصايا إعلامية”، ولا إلى من يسعى إلى تقديم نفسه كمتحدث رسمي باسم المدينة، بينما المؤسسات المنتخبة تقوم بعملها بكل مسؤولية ووضوح.
وأكد أن الأوراش الجارية داخل الجديدة هي نتاج عمل مؤطر ومخطط له، قائم على منهجية واضحة وقرارات مدروسة، وليست نتيجة خروج عابر أو تعليق فوقي لا يضيف شيئاً للعمل الميداني.
وأشار إلى أن منطق التنمية المحليّة يقوم على الإنجاز، وعلى القدرة على تعبئة الموارد، وعلى احترام مسار المشاريع، وليس على السعي إلى خطابات تُشبه الحملات الانتخابية المبكرة أكثر مما تشبه مسؤولية جماعية رصينة.
الجديدة قادرة على تدبير شؤونها… والانضباط المؤسساتي واجب
أوضح الحاج بناصر رفيق أن مدينة الجديدة تتوفر على مؤسسات قوية وكفاءات قادرة على قيادة الأوراش الكبرى، وأن الانفتاح على الشراكة مع كل الفاعلين يظل قائماً، شريطة احترام الاختصاصات ومكانة المؤسسات وعدم تجاوز الحدود الدستورية.
“الجديدة ليست ساحة مفتوحة للخطابات العشوائية”، يضيف رفيق، “بل مدينة مؤسسات تُدبّر بعمل ومنهج، لا بانطباعات وخرجات فردية”.
خلاصة الموقف
اختتم الحاج بناصر رفيق موقفه بالتأكيد على أن الأغلبية المسيرة لمدينة الجديدة تظل ملتزمة بالمسار الواضح الذي اختارته:
العمل أولاً… المؤسساتية دائماً… والاحترام المتبادل أساس العمل المشترك.
كما جدّد التأكيد أن المدينة ستواصل أوراشها الكبرى دون الالتفات لأي محاولات للتشويش أو تمييع النقاش، لأن التنمية تُصنع على الأرض، وليس خلف الكاميرات.



