حفصة سليم..عدسة أنثوية تصنع الأمل بالصورة والجمال

من قلب مدينة الدار البيضاء، وُلدت حفصة سليم في 3 مارس 1991، حاملة معها ملامح جيل جديد من الشابات اللواتي يجمعن بين الطموح، الحس الجمالي، والالتزام الإنساني. بين دهشة الطفولة ومشوار الدراسة، بدأت تتشكل ملامح شخصية تحب الحياة في تفاصيلها الصغيرة، وتؤمن أن الجمال رسالة قبل أن يكون مظهراً.
كبرت حفصة في أسرة تُقدّر العلم وتدفع أبناءها إلى المثابرة. أنهت مراحل تعليمها الابتدائي والإعدادي والثانوي بالدار البيضاء، لتتوج هذا المسار بالحصول على شهادة الباكالوريا.
اختارت أن تواصل دراستها الجامعية بـ كلية العلوم بالدار البيضاء، حيث تابعت تكوينها في شعبة البيولوجيا إلى غاية السنة الثانية الجامعية. ورغم انخراطها في مجال علمي دقيق، كانت روحها تميل دائماً إلى كل ما هو بصري وإبداعي، لتبدأ شيئاً فشيئاً في إعادة طرح سؤال المسار المهني الذي ينسجم مع شغفها العميق.
داخل فضاء الجامعة، لم تكن حفصة مجرد طالبة عادية؛ بل شابة تراقب محيطها بعين مختلفة، تتوقف عند الوجوه، الحكايات، والزوايا التي يمرّ عنها الآخرون مروراً سريعاً.
حين تختار الروح مسارها في التصوير، الغرافيك والديكور، و في نضج التجربة الذاتية، أدركت حفصة أن طريقها الحقيقي يتجه نحو عالم الصورة والتصميم، فاختارت بإرادة واعية إعادة تخطيط مسارها المستقبلي.
انفتحت على مجالات تجمع بين الفن والتقنية، فاختارت التصوير الصحفي ، فهي ترى في الكاميرا وسيلة لالتقاط نبض الشارع وحكايا الناس، لا مجرد أداة تقنية. بالنسبة إليها، الصورة الجيدة موقف قبل أن تكون لقطة جميلة.
انجذبت إلى عالم الألوان، الـ Infographie (التصميم الغرافيكي) حيث الحروف، والخطوط، واكتشفت متعة تحويل فكرة بسيطة إلى ملصق أو هوية بصرية تحمل رسالة.
و بحسها الجمالي الرفيع، وجدت نفسها قريبة من فن ترتيب الفضاءات، في انسجام عميق مع الألوان وتفاصيل الأثاث، وتحلم بخلق عوالم داخلية مريحة ودافئة.
هكذا نسجت حفصة هوية مهنية وإنسانية متعددة الأبعاد، تجمع بين القاعدة العلمية في البيولوجيا والصحافة البصرية والفن التطبيقي والجمال اليومي. و في زمن كثرت فيه النماذج السريعة والمؤقتة، تقدم حفصة سليم صورة مختلفة:
صورة امرأة تؤمن بأن الأمل موقف، وأن الجمال رسالة، وأن العمل الخيري أسلوب حياة.



