المغربية أسماء قاسم تنقذ نادي “براتو” الإيطالي من الإفلاس وتدخل عالم كرة القدم من بوابة التملك
في خطوة لافتة تعكس الحضور المتزايد للكفاءات المغربية في الخارج، أقدمت سيدة الأعمال المغربية أسماء قاسم، البالغة من العمر 30 سنة، على شراء نادي “براتو” لكرة القدم، أحد أعرق الأندية الرياضية بجهة طوسكانا الإيطالية، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من إعلان إفلاسه.
وتعد أسماء قاسم من الوجوه البارزة في عالم المال والأعمال بإيطاليا، حيث تترأس مجموعة اقتصادية نشطة في مجالي السياحة والبناء، ويتجاوز رقم معاملاتها السنوية 60 مليون أورو. وقد اختارت أن تدخل عالم كرة القدم من بوابة التملك، عبر ضخ مبلغ 800 ألف أورو في الحسابات المالية لنادي “براتو”، ما مكن الفريق من تجديد اشتراكه في بطولة القسم الرابع الإيطالي.
ويُعتبر نادي “براتو”، الذي تأسس سنة 1908، من المؤسسات الرياضية العريقة في إقليم طوسكانا، غير أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا في نتائجه وأزمة مالية خانقة كادت تعصف بكيانه. لكن دخول أسماء قاسم على الخط أنعش آمال الفريق وأنصاره، كما أعاد الأمل في استعادة أمجاده الكروية.
واعتبر متابعون للشأن الرياضي الإيطالي أن هذه الخطوة تمثل نموذجًا جديدًا لصورة المرأة المغربية الناجحة في الخارج، وخصوصًا في ميادين اقتصادية ورياضية لطالما ارتبطت بالحضور الذكوري. كما أشادوا بالجرأة الاستثمارية التي أظهرتها قاسم، مؤكدين أن ضخها لهذا المبلغ الكبير في نادٍ يعاني ماليًا يعد رسالة ثقة في مستقبل الفريق وقطاع الرياضة المحلي.
ويُنتظر أن تكشف الأسابيع المقبلة عن تفاصيل أكثر حول المشروع الرياضي الذي تحمله مالكة النادي الجديدة، خصوصًا في ما يتعلق بالهيكلة الإدارية، والسياسات التقنية، ورؤية النادي للمواسم المقبلة. كما من المرتقب أن يثير دخول أسماء قاسم لهذا المجال اهتمام الإعلام الإيطالي والدولي، بالنظر إلى ندرة المستثمرات النساء في مجال كرة القدم الأوروبية.
بهذا الإنجاز، تواصل الجالية المغربية بالخارج إبراز قدراتها على التأثير والمساهمة في تحريك عجلة الاقتصاد، وتؤكد من جديد أن بصمتها تتجاوز الحدود الجغرافية لتصل إلى ميادين غير تقليدية، مثل ملاعب الكرة الإيطالية.
