أخبارالرئيسيةرياضة

قرعة مونديال 2026 تفجر نقاشا عالميا..ما السر في ذلك؟

في لحظة درامية هزت حفل قرعة كأس العالم 2026، الذي أقيم يوم الجمعة الماضي في مركز جون كينيدي للفنون بواشنطن، تحولت عملية سحب الأسماء إلى لغز محير أثار تساؤلات حول كفاءة التنظيم. المنتخب الأوزبكي، الذي يشارك لأول مرة في تاريخه بالبطولة، بدا وكأنه قد سُحب في مجموعة المنتخب الفرنسي القوي، ليتم فجأة نقله إلى المجموعة K مع البرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو، بينما وُضعت فرنسا أمام النرويج. هل كان ذلك مجرد وهم بصري، أم دليلاً على فوضى تنظيمية في أكبر نسخة من المونديال بـ48 منتخباً؟ النقاش العالمي اندلع فوراً على وسائل التواصل، محولاً الحدث إلى فضيحة افتراضية.

اللحظة التي غيرت مسار القرعة

شهد الحفل، الذي حضره نجوم مثل روبرتو باجيو وليونيل ميسي، سحباً متتالياً للمنتخبات من أوعية مقسمة حسب التصنيف العالمي للفيفا في نوفمبر 2025. كانت أوزبكستان، المصنفة في الوعاء الثالث إلى جانب منتخبات مثل قطر والسعودية، في موقف حرج. وفقاً لشروط القرعة، لا يجوز أن تواجه منتخبات من نفس القارة بعضها في الدور الأول (باستثناء أوروبا)، لتجنب التعارضات الجغرافية واللوجستية في البطولة التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

في اللحظة الحاسمة، رفع المذيع اسم أوزبكستان بجانب فرنسا، مما أثار تصفيقاً ودهشة الجمهور. لكن الشاشات الضخمة أظهرت تعديلاً فورياً: نقل الأوزبكيين إلى المجموعة K، حيث يواجهون البرتغال وكولومبيا والفائز من ملحق عالمي (الكونغو الديمقراطية أو كاليدونيا الجديدة أو جامايكا). في المقابل، سُحبت النرويج إلى جانب فرنسا، ووُضعت كولومبيا مع البرتغال، مما أدى إلى إعادة ترتيب سريع لتجنب انتهاك القواعد. هذا التعديل، الذي استغرق دقائق، أثار صدمة بين الحاضرين، بما في ذلك رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، الذي حاول تهدئة الأجواء بابتسامة متكلفة.

“فضيحة” أم إجراء روتيني؟ آراء الخبراء

الفيفا أوضح لاحقاً أن الأمر “إجراء فني ضروري” للحفاظ على توازن المجموعات، مشدداً على أن الشروط الجديدة للقرعة – مع 12 مجموعة بدلاً من 8 – تتطلب تعديلات آلية لتجنب التعارضات. لكن الشكوك لم تهدأ. قال الخبير الرياضي البريطاني غاري لينيكر في تغريدة على إكس: “قرعة المونديال أصبحت كقرعة لوتو معدلة بالذكاء الاصطناعي. أوزبكستان كانت ضحية وهم بصري، لكن الارتباك واضح.”

من جانب آخر، اعتبرت الصحف المغربية “أخبارنا” الحدث “فضيحة تنظيمية”، مشيرة إلى أن مثل هذه الأخطاء تكشف عن ضعف في البرمجيات المستخدمة للقرعة، خاصة مع مشاركة 48 فريقاً لأول مرة. في الشرق الأوسط، أثارت القرعة نقاشاً حاداً حول “التلاعب”، حيث غرد مستخدمون سعوديون: “بعَدْ أوزبكستان عن فرنسا والسنغال ووضع النرويج بدلاً عنها؟ هذا تلاعب فاضح!”، مشيرين إلى أن المنتخب الأوزبكي كان سيواجه تحدياً أصعب لو بقي في مجموعة الفرنسيين.

أما في أوروبا، فاعتبرت صحيفة “ليكيب” الفرنسية الأمر “خطأ بصري بسيط”، لكنه أضاف توتراً غير ضروري إلى حدث يُفترض أنه احتفالي. وفي الولايات المتحدة، حيث يُعد المونديال 2026 فرصة اقتصادية هائلة، طالب مسؤولون في الاتحاد الأمريكي بمراجعة الإجراءات لتجنب تكرار مثل هذه اللحظات المحرجة.

ردود الفعل العالمية: من الغضب إلى الفكاهة

اندلع النقاش على إكس (تويتر سابقاً) بسرعة البرق، حيث تجاوزت الهاشتاغ #قرعة_مونديال_2026 مليون تفاعل في ساعات. في آسيا، احتفل الأوزبك بـ”هروبهم” من مجموعة الموت المحتملة، مع تغريدات مثل: “أوزبكستان في مجموعة سهلة مع رونالدو! شكراً للـ’خطأ’!”، بينما في أفريقيا، عبر مشجعو السنغال عن إحباطهم من عدم مواجهة الأوزبكيين. حتى اللاعبون انخرطوا: غرد كريستيانو رونالدو صورة للمجموعة K مع تعليق: “جاهزون للترحيب بالضيوف الجدد! 🇺🇿🇵🇹”.

المجموعةالمنتخبات الرئيسيةالملاحظات
K (11)البرتغال، كولومبيا، أوزبكستان، فائز ملحقمجموعة متوازنة، أول مشاركة لأوزبكستان
J (فرنسا)فرنسا، النرويج، بنما، آخرونتعديل لتجنب تعارض آسيوي-أوروبي

ما القادم؟ تحديات للفيفا قبل الصافرة الأولى

مع اقتراب انطلاق البطولة في 11 يونيو 2026 بمباراة افتتاحية بين المكسيك وجنوب أفريقيا في استاد أزتيكا، يواجه الفيفا ضغوطاً لتوضيح آليات القرعة المستقبلية. النسخة الجديدة، التي تضم أربعة منتخبات جديدة مثل الأردن والرأس الأخضر، تهدف إلى توسيع القاعدة العالمية، لكن مثل هذه الحوادث قد تضعف الثقة. هل كانت لحظة أوزبكستان مجرد خطأ فني، أم إشارة إلى حاجة لإصلاحات جذرية؟ العالم ينتظر الإجابة، بينما يستمر النقاش في إشعال حماس المونديال قبل أشهر من الصافرة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button