الجيش الموريتاني يحبط محاولة تسلل لعناصر من جبهة البوليساريو على الحدود الشمالية

في تطور أمني جديد يعكس تصاعد اليقظة على الحدود الشمالية لموريتانيا، أعلنت مصادر إعلامية موريتانية أن وحدات من الجيش الوطني تمكنت من إحباط محاولة تسلل لمجموعة من عناصر جبهة البوليساريو كانت ترتدي زياً عسكرياً وتحاول العبور إلى الأراضي الموريتانية.
وبحسب المصادر نفسها، رصدت القوات الموريتانية تحركات غير اعتيادية قرب الشريط الحدودي، مما دفعها إلى التدخل الفوري لمنع العناصر المسلحة من اختراق السيادة الوطنية.
يأتي هذا الحادث في سياق تشديد نواكشوط لإجراءاتها الأمنية على حدودها الشمالية، خاصة في المناطق الحساسة المحاذية للصحراء المغربية والجزائر.
وأكدت التقارير أن الجيش الموريتاني عزز حضوره العسكري في هذه المناطق خلال الفترة الأخيرة، في إطار استراتيجية وقائية تهدف إلى الحفاظ على الاستقرار الداخلي ومنع أي أنشطة قد تهدد الأمن الوطني أو تُستغل لأغراض إقليمية.
ويُعتبر هذا التدخل سابقة في مواجهة مباشرة لمحاولات التسلل من جانب عناصر البوليساريو، التي كانت في السابق تتمتع بحرية حركة نسبية في بعض النقاط الحدودية.
وكانت الحدود الشمالية لموريتانيا شهدت توترات متكررة خلال السنوات الأخيرة، مرتبطة بنزاع الصحراء المغربية. فقد سجلت حوادث سابقة شملت اعتداءات على منقبين موريتانيين عن الذهب، وتوغلات مسلحة، ومحاولات تسلل مشابهة.
وفي مايو 2025، أغلق الجيش الموريتاني منطقة “لبريكة” الحدودية، معتبراً إياها منطقة عسكرية مغلقة، مما أثار استياءً لدى قيادة البوليساريو التي رأت في ذلك ميلاً نحو الموقف المغربي.كما استخدم الجيش الموريتاني طائرات مسيرة في عمليات سابقة لمراقبة الحدود ورصد التحركات المشبوهة، مما يعكس تطور قدراته الدفاعية بدعم دولي، بما في ذلك من الاتحاد الأوروبي والصين.
وفي السياق ذاته، لم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من الجيش الموريتاني أو الحكومة حول الحادث الأخير، لكن المصادر الإعلامية أكدت أن نواكشوط ماضية في سياستها الصارمة لحماية سيادتها، دون التساهل مع أي اختراق.
من جانبها، لم تعلق جبهة البوليساريو على الخبر، في وقت تستمر فيه في تصعيد خطابها العسكري ضد المغرب.يرى مراقبون أن هذه الحوادث تعكس تحولاً في موقف موريتانيا التقليدي الحيادي تجاه نزاع الصحراء، نحو أولوية الأمن الوطني والتنسيق الإقليمي، خاصة مع تعزيز العلاقات مع المغرب في المجالات الأمنية والاقتصادية.
و يبقى الوضع على الحدود الشمالية تحت المراقبة الشديدة، وسط مخاوف من تصعيد إضافي قد يؤثر على الاستقرار في المنطقة المغاربية والساحلية.



