مواطنون يموتون تحت الأنقاض وغرقا والحكومة مستمرة في بيع الوهم

بعد فاجعة الحوز، والحادث المأساوي الذي عرفته مدينة فاس، ها نحن نعيش على وقع كارثة إنسانية أخرى تتعلق بالفيضانات التي عرفتها مدينة أسفي أمس الأحد، والتي أودت بحياة، حسب الإحصائيات المعلن عنها لحد كتابة هذه الأسطر، 37 شخصا، و14 شخصا يتلقون العلاجات من بينهم شخصين في حالة حرجة.
هذه الأحداث المأساوية التي عرفها المغرب في ظل هاته الحكومة، عرت الحقيقة التي يريد بعض الساسيين إخفاءها بشعارات كاذبة، بكلام معسول الهدف منه تقديم أحلام وردية، بينما الحقيقة هي عكس ذلك، تكشفها هزات وأمطار خير.
أحداث، قلت، كشفت الواقع الذي يراد طمسه بخطابات الانجازات الوهمية، بينت حقيقة الشعارات التي رفعت، بضم الراء، من قبيل، “تستاهلوا أحسن”، ومن قبيل “التغيير الآن” و”البام باش نزيدو لقدام”، وشعار “حكومة الكفاءات”..
ما وقع في الحوز، وبعد في فاس وأمس في أسفي، لا يجب أن يمر مرور الكرام، ولا يمكن أن يتم تبريره فقط “بكارثة طبيعية”، وجب التفعيل الحقيقي لمبدإ ربط المسؤولية بالمحاسبة، لأن ما وقع سببه الإهمال، التهميش، الاستغلال بأبشع صوره، أسفي التي تستنزف ثرواتها البحرية ومآثرها التاريخية في مجال السياحة، تترك أحياؤها مهمشة تتخبط وسط شبكات التطهير المهترئة.
ما عسانا نقول ونردد، في هذه الظرفية، سوى كلمات مجموعة ناس الغيوان، “فين غادي بيا خويا في غادي بيا..”، “دقة تابعة دقة، شكون يحد الباس..”..
كفانا من بيع الاوهام، كفانا من عرض منجزات لا توجد إلا في مخيلتكم، كفانا من مسارات وهمية، والناس لا زالت تعيش على وقع الانتظارات، كفانا من الاستهتار بالمواطنين، وإن كنا فعلا “نستاهلو ما أحسن”، ما عليكم سوى الاعتذار على ما اقترفتموه في حق المواطن المغربي.



