Hot eventsأخبارالرئيسيةتقارير وملفات

مؤتمر شباب العالم الإسلامي يؤكد مركزية تمكين الشباب في صناعة الأمن والاستقرار

مراكش – الحدث الافريقي

اختتمت بمدينة مراكش أشغال مؤتمر شباب العالم الإسلامي، الذي انعقد بمشاركة واسعة من وفود شبابية وأكاديمية ومؤسساتية من مختلف الدول، حيث شكل المؤتمر منصة فكرية وتفاعلية رفيعة المستوى لمناقشة أدوار الشباب في بناء السلام، وترسيخ الاستقرار، وتعزيز قيم المواطنة والحوار في ظل التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة.

وشهد المؤتمر مشاركة فاعلة للجمهورية اليمنية، مثلها رئيس مبادرة الدبلوماسية الموازية للعملية السياسية في اليمن، الذي ترأس الوفد اليمني المشارك، حيث جاءت مشاركته في سياق التأكيد على أهمية الحضور الشبابي اليمني في المحافل الدولية، وإيصال صوت الشباب اليمني بوصفه شريكا أصيلا في جهود السلام وبناء المستقبل.

رئيس الوفد اليمني د.عبد الرحمن سعيد فارع

وفي كلمته التي وصفت بالأبرز ضمن أشغال المؤتمر، قدم رئيس الوفد اليمني رؤية متكاملة حول تمكين الشباب كمدخل استراتيجي للاستقرار، مؤكدا أن مقاربة قضايا الشباب لم تعد مسألة قطاعية أو اجتماعية محدودة، بل تحولت إلى خيار استراتيجي لصناعة الأمن الوطني والإنساني. وأوضح أن الدول التي تضع الإنسان في صدارة أولوياتها التنموية، وتستثمر في وعيه وقدراته، هي الأقدر على تحصين مجتمعاتها من التطرف، والحد من مظاهر الاضطراب والهشاشة.

كما شدد في كلمته على أن التربية على المواطنة لا ينبغي أن تختزل في خطاب قيمي عام، بل تمثل في جوهرها أداة سيادية لحماية المجال العام من خطابات التفكيك والتشظي، وترسيخ منطق المسؤولية والانخراط الإيجابي في الشأن العام، بما يعزز الثقة بين الشباب ومؤسسات الدولة، ويعيد الاعتبار لفكرة الدولة الجامعة.

وفي السياق ذاته، أبرز أن الاستقرار المستدام لا يمكن أن يتحقق بالاعتماد على الأدوات الأمنية وحدها، مهما بلغت نجاعتها، بل يتطلب إدماج الشباب سياسيا واقتصاديا بوصفهم شركاء في صنع القرار لا موضوعا للسياسات العامة. وأكد أن الإقصاء يولد الهشاشة، بينما تصنع المشاركة انتماء مسؤولا، قادرا على حماية الدولة من الداخل وتعزيز تماسكها المجتمعي.

وعلى هامش مشاركته في أشغال المؤتمر، أجرى رئيس الوفد اليمني عددا من اللقاءات الإعلامية، حيث تفاعل مع وكالة الأنباء المغربية والتلفزيون الرسمي المغربي (القناة الأولى)، مستعرضا أبعاد الرؤية اليمنية في تمكين الشباب، ومبرزا أهمية الدبلوماسية الموازية كرافعة داعمة للعملية السياسية، ومسارا مكملا لجهود السلام وبناء الثقة.

واختتم المؤتمر بجملة من التوصيات التي شددت على ضرورة تعزيز الاستثمار في الشباب، وتطوير سياسات عمومية دامجة، تقوم على التربية على المواطنة، والحوار بين الثقافات، والتمكين السياسي والاقتصادي، بما يسهم في بناء مجتمعات آمنة ومستقرة، ويعزز من حضور الشباب كفاعل مركزي في صناعة الحاضر واستشراف المستقبل.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button