Hot eventsأخبارأخبار سريعةالعالمجهات المملكة

واشنطن تدفع بملف الصحراء نحو التصويت



دخل ملف الصحراء المغربية مرحلة الحسم الإجرائي داخل مجلس الأمن بعد أن قامت الولايات المتحدة الأمريكية بصفتها “حاملة القلم” في هذا الملف،بتوزيع الصيغة النهائية لمشروع قرار تجديد ولاية بعثة المينورسو على أعضاء المجلس في خطوة دبلوماسية تعرف في لغة الأمم المتحدة بـ “وضع النص في الأزرق” (Put in Blue).



وتعد هذه المرحلة آخر محطة قبل التصويت الرسمي،حيث تعني أن مشروع القرار استوفى جميع مراحل التفاوض والمراجعة بين الدول الأعضاء وأصبح جاهزا للعرض في جلسة التصويت دون الحاجة إلى مزيد من التعديلات الجوهرية.ويعد “اللون الأزرق” رمزا داخليا يعود إلى الأيام الأولى للأمم المتحدة،حين كان القرار يوزع مطبوعا على أوراق زرقاء لتأكيد جاهزيته النهائية.

وحسب مصادر دبلوماسية في نيويورك،من المنتظر أن يجرى التصويت على القرار الجديد يومي 30 أو 31 أكتوبر الجاري بعد أسابيع من المشاورات المكثفة بين الأعضاء الخمسة عشر،خصوصا بين القوى الكبرى التي تتابع تطورات الملف عن كثب وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا.

وفي السياق السياسي الأوسع،تعكس هذه الخطوة استمرارية المقاربة الأمريكية البراغماتية تجاه ملف الصحراء حيث تواصل واشنطن دعم جهود المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا لإحياء المسار السياسي،مع تأكيدها المتكرر على أهمية حل سياسي واقعي ومتوافق عليه وفق قرارات مجلس الأمن السابقة.



كما يشير مراقبون إلى أن توزيع النص “باللون الأزرق” يحمل دلالات سياسية تتجاوز الإجراء الشكلي،فهو يعني ضمنيا أن واشنطن تمكنت من تأمين توافق أولي حول مضامين المشروع ما يرجح تمريره بأغلبية مريحة. وينتظر أن يتضمن القرار الجديد تمديد ولاية المينورسو لمدة سنة إضافية،مع تأكيد متجدد على دور المغرب في دعم الاستقرار الإقليمي والدعوة إلى استمرار التنسيق مع الأمم المتحدة من أجل حل نهائي للنزاع المفتعل.

ويرى محللون أن هذا التطور يعيد التأكيد على الموقع المحوري للمغرب في مقاربة الأمم المتحدة للأمن والسلم الإقليميين في ظل تحولات دولية متسارعة وعودة الاهتمام الدولي بالمنطقة المغاربية كفضاء استراتيجي للتوازن بين إفريقيا وأوروبا.

ومن المنتظر أن تكشف الملامح النهائية للقرار فور انعقاد الجلسة الرسمية واعتماده،ما سيسمح بتقييم دقيق لمواقف الدول الأعضاء ومدى انسجامها مع المقاربة الواقعية التي تبنتها الأمم المتحدة خلال السنوات الأخيرة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button