عين الحدث الإفريقي | تحليل شامل لأبرز أخبار اليوم 01/07/2025

في أجواء احتفالية مفعمة بالروح الرياضية العالية، ترأس صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد المباراة النهائية لنيل كأس العرش لكرة القدم (2023-2024) بمدينة فاس، حيث تُوّج فريق أولمبيك آسفي باللقب بعد تفوقه على نهضة بركان بضربات الترجيح. ومثلما اعتدنا في المملكة، لم يكن الحدث مجرد نهاية موسم رياضي؛ بل لحظة لتكريم الجهود في كرة القدم داخل القاعة والنسوية، عبر تسليم الكؤوس للفائزين، في تأكيد على الاهتمام الملكي العميق بالرياضة بمختلف أصنافها.
وفي قلب التحركات الدبلوماسية، حلّ رئيس الحكومة عزيز أخنوش بمدينة إشبيلية الإسبانية لتمثيل جلالة الملك في المؤتمر الدولي الرابع حول تمويل التنمية. حيث شهد اللقاء إشادةً مؤثرة من رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، الذي عبر عن امتنان الشعب الفلسطيني العميق للجهود الثابتة لجلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيس لجنة القدس. كلمات تؤكد من جديد مكانة المغرب كفاعل مسؤول وملتزم تجاه القضايا العادلة.
الوجه الاقتصادي للمملكة لم يغب بدوره عن المشهد؛ إذ كشفت الحكومة عن برنامج طموح لتطوير قطاع التجارة، يرتكز على تعزيز التغطية الاجتماعية للتجار، وتسريع الرقمنة، وتسهيل الولوج إلى التمويل. في سياق موازٍ، وافق البنك الإفريقي للتنمية على تعبئة أكثر من 300 مليون أورو لدعم ريادة الأعمال وتعزيز الحكامة الاقتصادية والمرونة المناخية، وهي خطوة تنعكس على الأداء الوطني، حيث سجل الاقتصاد نموًا بلغ 4,8 في المائة في الفصل الأول من سنة 2025، مدعومًا بارتفاع الأنشطة غير الفلاحية والفلاحية، وتحكم ملحوظ في معدلات التضخم.
وبلغة الأرقام أيضًا، أعلنت المندوبية السامية للتخطيط عن ارتفاع الطلب الداخلي بنسبة 8 في المائة خلال نفس الفترة، فيما بشّر وزير الإدماج الاقتصادي يونس السكوري بانتقال التكوين بالتدرج المهني إلى 100 ألف مستفيد سنويًا، مع رصد 500 مليون درهم لدعم هذا التوجه.
التعاون الدولي كان حاضرًا بقوة في جدول أعمال المسؤولين المغاربة: من دعم المغرب لممرات النقل بين إفريقيا وتركيا وفق مقاربة الاستدامة والشمولية، إلى تأكيد التزام المملكة بمساعدة الدول النامية عبر تبادل الخبرات في مجالات الفلاحة المستدامة والطاقات المتجددة. أما ثقافيًا، فقد أُعلن عن احتضان مدينة الصويرة سنة 2026 للمؤتمر السنوي لشبكة المدن الإبداعية لليونسكو، في إنجاز إفريقي وعربي غير مسبوق.
في ميدان الثقافة أيضًا، وقعت الخزانة الملكية اتفاقية استراتيجية مع المركز الوطني للبحث العلمي والتقني لحماية ودراسة المخطوطات المغربية الثمينة، بينما شهدت الدار البيضاء افتتاح النسخة الـ 13 للمعرض الوطني للكتاب المستعمل تحت شعار “ذاكرة تتحدى النسيان”، دعوة صريحة للحفاظ على تراثنا الثقافي في عصر الرقمنة.
دبلوماسيًا، وجه جلالة الملك برقية تهنئة إلى رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية بمناسبة العيد الوطني، مؤكدًا حرصه على تعزيز علاقات الأخوة والتعاون بين الشعبين. كما واصل الاتحاد العام لمقاولات المغرب جهوده لتعزيز الحوار الاجتماعي، محتفلًا بتخرج الفوج الخامس من الأكاديمية الاجتماعية.
على مستوى النقل، كشفت الخطوط الملكية المغربية عن إطلاق أربع خطوط جوية مباشرة جديدة تربط الدار البيضاء بكل من ميونيخ، نجامينا، جزيرة سال وزيوريخ، في خطوة لتعزيز الربط الجوي وتوسيع شبكة الرحلات.
في المقابل، سجلت جهة فاس-مكناس موجة حر غير مسبوقة أثرت على الموارد المائية في تازة وتاونات، ما أعاد ملف الإجهاد المائي إلى الواجهة. بينما لفتت الأرصاد الجوية إلى مخاطر صحية خاصة على المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة. وعلى المستوى البيئي، خصصت وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية 84.67 مليون درهم لمشاريع الوقاية من الفيضانات.
أما في سياق العلاقة المغربية الإسبانية، فقد عاد ملف مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين إلى الواجهة بعد تكثيف مدريد تواجدها العسكري فيهما، في خطوة وصفت بالردع الاستباقي، فيما يرى محللون أنها تأتي في سياق التغيرات الإقليمية وصعود الدور المغربي المتوازن.
اجتماعيًا، كشفت الأبحاث عن توقيف شخص متورط في النصب عبر “واتساب” مدعياً قدرات روحانية، في ملف يؤكد أهمية الرقابة والتوعية الرقمية.
وفي مشهد مناخي محفوف بالمخاطر، أكد خبراء أن موجة الحر الراهنة ستؤثر سلبًا على الصحة العامة والمنتوجات الزراعية، خصوصًا البطيخ، مع فقدان ملايين الأمتار المكعبة من الماء يوميًا.
أخيرًا، ربطًا بين البيئة وريادة الأعمال، دعت جمعية “شباب القرن 21” الشباب إلى الانخراط في مشاريع الاقتصاد الدائري والطاقات المتجددة، باعتبارها فرصة لتحقيق التنمية المستدامة وإحداث مقاولات ناشئة، استجابةً لتحديات المناخ.
هكذا ينبض قلب المملكة بمجموعة من المبادرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، في لوحة تعكس دينامية بلد يكتب فصولًا جديدة من التقدم بثقة وإرادة، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس.



