حجيرة.. زيارة البعثة الاقتصادية المغربية لمصر تعكس رغبة المملكة في تطوير الشراكة والتعاون بين البلدين

أكد كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية، عمر حجيرة، اليوم الأحد بالقاهرة، أن زيارة البعثة الاقتصادية المغربية إلى مصر، للمشاركة في ملتقى الاستثمار والتجارة المصري المغربي وتنظيم لقاءات عمل ثنائية، تمثل رسالة واضحة تعبر عن رغبة المملكة المغربية القوية في تطوير الشراكة والتعاون مع جمهورية مصر العربية.

وخلال الجلسة الافتتاحية للملتقى، شدد حجيرة على أن المغرب يتطلع إلى تعزيز التكامل بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين بدلًا من التنافس، مؤكدًا حرص المملكة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على فتح آفاق جديدة في التعاون والشراكة الثنائية.

وأشار إلى أن التكامل بين البلدين هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات التجارية العالمية وبناء اقتصاد إقليمي قادر على المنافسة وتحقيق التنمية، وتحويل التحديات إلى فرص حقيقية لتعزيز التكامل. وأبرز أن البعثة الاقتصادية المغربية رفيعة المستوى التي تزور مصر تضم كبريات الشركات المغربية بهدف الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى مستويات أعلى.

وفي هذا السياق، لفت حجيرة إلى أن حجم المبادلات التجارية بين البلدين بلغ حوالي 1.1 مليار دولار في عام 2024، إلا أن الصادرات المغربية لا تمثل سوى 6 بالمائة من واردات مصر، مؤكدًا على الحاجة الماسة لتجاوز هذا الوضع.

كما ذكر بالرغبة الأكيدة للبلدين، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في تطوير التعاون والشراكة الاقتصادية لترتقي إلى مستوى العلاقات السياسية التاريخية العريقة. وأشار إلى وجود ترسانة قانونية مهمة من الاتفاقيات الثنائية والمتعددة الأطراف التي يمكن أن توفر أرضية خصبة للعمل المشترك نحو فتح أسواق جديدة.

وأشاد حجيرة بالزيارة التي قام بها وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري، حسن الخطيب، للمغرب في فبراير الماضي، والتي شهدت اعتماد عدة إجراءات وتدابير عملية لتسهيل المبادلات التجارية بين البلدين.

من جانبه، أكد الوزير المصري حسن الخطيب التزام حكومته بمعالجة الإشكاليات التي تواجه انسياب الصادرات المغربية إلى مصر وحرصها على إزالة أي معوقات تعرقل دخولها. وشدد على أن هذا اللقاء يعكس إرادة سياسية مشتركة لتفعيل التعاون الثنائي لمواجهة التحديات العالمية الراهنة، مشيرًا إلى وجود اتفاقيات مشتركة تحفز النمو وتعزز القدرات الاقتصادية والتجارية للجانبين.

وأقر بأهمية بذل جهود إضافية لتطوير حجم المبادلات التجارية بين البلدين، مؤكدًا على أهمية العمل المشترك لتذليل العقبات التي تواجه المصدرين والمستوردين والاستفادة من الاتفاقيات المبرمة.

وقد انطلقت اليوم بالقاهرة فعاليات ملتقى الاستثمار والتجارة المصري المغربي بمشاركة مسؤولين وفاعلين اقتصاديين ورجال أعمال من البلدين، تحت شعار “شراكة اقتصادية واسعة”. وتهدف الزيارة التي تقوم بها البعثة الاقتصادية المغربية إلى تعزيز ولوج المنتجات المغربية إلى السوق المصرية بهدف الوصول إلى 500 مليون دولار للصادرات المغربية بحلول عام 2026، واستكشاف آفاق جديدة في مجالات ذات إمكانات استثمارية كبيرة وإبرام شراكات مثمرة للجانبين. ويشارك في الملتقى عدد من الفيدراليات المهنية ورجال أعمال ومقاولات مغربية تعمل في قطاعات تصديرية متنوعة.