Hot eventsأخبارإفريقيا

الجزائر تتوسط في الكونغو… عندما يحاول الغريق إنقاذ السفينة!

يبدو أن الجزائر قررت أخيرًا أن تصبح وسيطًا لحل الأزمات، وكأنها حكم في مباراة كرة قدم، رغم أنها بالكاد تستطيع إدارة شؤونها الداخلية دون أن تتعثر في قوانين اللعبة! فبعد سجل حافل بالإخفاقات الدبلوماسية، قررت الحكومة الجزائرية القفز إلى قلب أزمة الكونغو الديمقراطية، ربما لأن كل الدول المجاورة لها تعبت من سماع “مبادراتها العبقرية” وأغلقت الهاتف في وجهها!

الخارجية الجزائرية أصدرت بيانًا رسميًا مليئًا بالكلمات الرنانة عن “السلام” و”الاستقرار”، وهو ما دفع الكونغوليين إلى البحث عن هذه المصطلحات في القاموس، لأنهم لم يسمعوها منذ فترة طويلة! البيان أكد أن الرئيس تبون أصدر تعليمات عاجلة لوزير خارجيته أحمد عطاف للاتصال بالأطراف المعنية، ويُقال إن الوزير لا يزال يبحث عن أرقامهم في دليل الهاتف، بينما يحاول تجنب المكالمات من الدائنين!

لكن السؤال الحقيقي هو: كيف يمكن للجزائر، التي تحولت إلى “الجار المزعج” في المنطقة، أن تصبح وسيطًا موثوقًا؟ فالدولة التي لا تستطيع حل أزماتها مع المغرب، وتوترت علاقاتها مع تونس، وليبيا لم تعد ترد حتى على رسائلها، تريد فجأة حل نزاع في الكونغو! يبدو أن الحكومة الجزائرية تطبق مقولة “الهروب للأمام”، ولكن مع التعثر في كل حفرة على الطريق!

المثير للسخرية أن الجزائر، المتهمة بدعم الحركات الانفصالية في كل مكان، تريد الآن أن تحارب التمرد في الكونغو! وكأنها تحاول إقناع الجميع بأنها تحولت من “مشعل الحرائق” إلى “رجل الإطفاء”، رغم أنها غالبًا ما تنسى أن تحمل خرطوم المياه معها!

ويبدو أن الوزارة تعاني من فقدان الذاكرة، إذ تنسى أنها كانت الوسيط الفاشل في مالي، حيث استمر النزاع رغم “جهودها الجبارة”! والآن تحاول الجزائر بيع نفس “الوصفة الدبلوماسية” الفاشلة للكونغو، على أمل أن يصدقها أحد، أو على الأقل يشتري منها فكرة “نحن دولة مؤثرة”!

المراقبون يرون أن الدبلوماسية الجزائرية تعيش في عالم من الخيال، فبعد أن تناوب على وزارة الخارجية أكثر من وزير خلال فترة قصيرة، صار الجميع يتساءل: هل الوزارة لديها باب دوّار؟ أم أن كل وزير يأتي فقط لأخذ صورة تذكارية قبل أن يختفي؟

على كل حال، الكونغو لديها مشاكل أكبر من أن تضيف الجزائر إلى قائمتها. فهل تنجح الجزائر في حل الأزمة؟ أم أن الأزمة ستحتاج إلى وسيط لإنقاذ الجزائر من ورطتها؟ الأيام المقبلة ستكشف لنا الإجابة، لكن حتى ذلك الحين، يبدو أن الكونغو الديمقراطية تفضل الضحك بدلًا من القلق على مبادرة الجزائر!

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button