الناس و الحياةقصص و شخصيات

زلزال أغادير: ذكرى فاجعة هزت أرض المغرب فجر الثالث من رمضان

يظل زلزال أغادير الذي وقع في 29 فبراير 1960م الموافق لليلة الثالث من رمضان 1379 هـ أحد أعظم الكوارث الطبيعية في تاريخ المغرب، على الرغم مما قد يبدو من أن الزلزال الذي بلغت قوته 5.7 درجة على مقياس ريختر، كان معتدلا مقارنة بالزلازل الأخرى التي ضربت العالم، لكن تأثير الهزة كان مدمرا بالفعل.

مدينة أغادير، الحاضرة الجميلة الواقعة على ساحل المحيط الأطلسي، تعرضت للتدمير الكامل في غضون ثوان، مما أسفر عن مقتل أكثر من 12 ألف شخص، أي ثلث السكان، وآلاف الجرحى، وعشرات الآلاف من المشردين، فضلا عن الخسائر المادية الهائلة.

لقد فاجأت السرعة التي ضرب بها الزلزال السكان بشكل كامل، حيث بدأت الأرض في الاهتزاز منتصف الليل، وفي غضون 15 ثانية فقط انهارت العديد من المباني، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمنازل، وكان حجم الدمار كبيرا لدرجة أن الملك محمد الخامس قرر عدم إعادة بناء المدينة في موقعها الأصلي، واختار بدلا من ذلك موقعا جديدا أبعد عن الساحل.

وكان لهذا الزلزال تأثير كبير ليس على المستوى الإنساني فحسب، بل أيضاً على سياسات وأنظمة البناء في المنطقة، فقد تمت مراجعة معايير البناء وتحديثها لجعل المباني أكثر مقاومة للاهتزاز، كما دفع ذلك الحكومة الناشئة في المغرب آنذاك إلى زيادة الاستثمار في الأبحاث الزلزالية والاستعداد للكوارث الطبيعية.

واليوم، بعد مرور 65 عاما على المأساة، أعادت أغادير بناء نفسها وتطورت إلى مدينة حديثة، لكن ذكرى الزلزال لا تزال ماثلة في الأذهان، وحين ضرب زلزال قوي، قبل أكثر من عام، مناطق مراكش والحوز وأجزاء من سوس، مخلفا أكثر من 600 قتيل ومئات الجرحى، شعر سكان أغادير بالهزات، مما ذكر البعض بالزلزال المؤلم الذي ضرب المنطقة عام 1960.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button