أخبارالرئيسيةعين العقل

قبس المجد وشمس الوطن

بقلم: مولاي الحسن بنسيدي علي

يا زمنًا أظلمت فيه القلوب، واشتد فيه عواء الحاقدين، أنبتت أرض الكرامة المغرب رجلاً من نور، سليل المجد العتيق، وصاحب التليد الممدود عبر السنين سبط النبي الأمين. ملك لم يهنأ براحة، ولم يعرف الدعة، إذ خصّص كل نبضة من قلبه وكل وهج من جهده لسعادة شعبه، ولجمع كلمتهم تحت راية المجد والوحدة والشجرة العلوية المنيفة.

سار بين الناس طيف رحمة، لا يميّز بين قاصٍ ودانٍ، ولا بين غني وفقير، زار المداشر، وجاب القرى، وطأ المدن بخطى العز والعطاء، يمد كفه للضعفاء، ويغمرهم بعطفه دون منٍّ ولا أذى. لم يحُل المرض شفاھ اللھ منھ دون أن يكون السند والعين الساهرة على رعيته داخل الديار وخارجها.

آمن أن التنمية روح الأوطان، فجعلها أولى أولوياته، فانتعشت الأرض، ونمت الثمار، وازدهر اسم الوطن في المحافل، حتى صار حديث القارات، ومحل احترام الشعوب والأمم.

في ميدان الشرف، وقف صنديدًا محمد السادس نصرھ اللھ مدافعًا عن وحدة الأرض والعرض، يتحدى المؤامرات ويكسر قيود الخيانة، متسلحًا بالإيمان والحق والتفاف الجيش وشعبھ حولھ. مدّ يده للجار بسلام المودة والقرابة، فإذا به يقابل بغدر من باعوا الضمير ورهنوا روابط الدم والدين في أسواق العداء والافتراء.

ولم ينس قضايا الإنسانية، ولا قضايا المظلومين، بل جعلها نبضًا في شرايينه. ناضل لأجلها، بذل المال، وجاد بالرجال، وأسّس للدبلوماسية الراقية التي جعلت صوته صوتًا لكل من صرخت بهم المآسي.

لكن الخسة لا تعترف بالفضل، ولا يعرف اللئام قيمة الوفاء، فخرجت من بين صفوف من آواهم وأكرمهم شرذمة من الغادرين، يسيئون في جحود مُهين لمن منحهم الأمن حين كانوا مطاردين، وأطعمهم حين عضهم الجوع، وكساهم حين أضرّ بهم العري.

أيا ناكري الجميل، أيا من باعوا المروءة بثمن بخس، تبا لكم يومًا حين تجحدون نور الشمس ودفء اليد الحانية!

ويبقى الوطن المغرب، تاجًا فوق رؤوس الأمم، عزيزًا بمن يحكمه، شامخًا بمن رعاه. ويبقى القائد المظفر محمد السادس محمود الخصال، فجرًا لا تطفئه الرياح، وسارية مجدٍ لا تنكسر أمام سيل الحاقدين، جذوره موغلة في الطهر، وفروعه تعانق السماوات.

فلتخسأ الألسنة العابثة، ولتخرس أبواق الباطل، فالتاريخ لا يُنصف إلا العظماء، ومن كانت جذورهم من ضوء، وسعيهم في الأرض رحمة وعدلاً.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button