أخبار

نَفَسٌ مُتقطّع …

نَفَسٌ مُتقطّع …

وهذا الثقل في العيون،
وفي الساقين،
وفي ردود الفعل المتأخرة،
وفي الذكريات، وما يتبعها من أفعال،
وفي هذا النفس المتقطع بأنين مكتوم…

يقول آخرون إن الحقيقة في الأفعال وليست قي الأعمال،
أما أنا، فلا أرى الفرق…

وهذا الضباب في الذهن،
كأن شيئًا قطنيًا غامضًا يلفُّ الحاضر، ويخنق الإحساس بالعاجل…

الضوء الأحمر ينطفئ في البعيد،
أما الأخضر، فلا يضيء كما كان،
ليس بنفس السرعة…

لم تعد الأحجيات تثير الذهن،
والآفاق تبتعد كلما اقتربتُ،
والورد البري يختبئ، يهرب من الاحتفالات،
ومن اعترافات الحب …

أما الزعفران، فمذ أُعلن أنه عقيم،
أغلق زهوره على دفء الصباح…

الموج يقلب التوقّعات،
والملح والفلفل لم يعودا يتناغمان…

الزجاج، الذي كان يومًا شفافًا،
صار يحجب الأمل في أن يعود النور،

والكبش لم يعد يعرف الطريق إلى المنبع،
فصار يقود القطيع إلى الهلاك…

وأخيرًا تفضّل الكبير بالكلام،
كلهم متعلّقين بكلماته،
لكنهم لا يسمعون،
وسيفعلون كعادتهم، كما لو…

الأرض التي كان الكلب قد علّمها برائحته،
لم يعد يذود عنها، دنّسها الغزاة…

مدرِّبة التزحلق على الجليد تنبّه المتدرّبين:
الخطر اشتدّ منذ البارحة…

القهوة لم تعد تبعث الدفء،
والحكايات التي كانت تنوّم الأطفال،
صارت تُبقيهم مستيقظين…

“بالله عليكم”، قال الراهب،
“لا تجعلوني أرتجف،
فثمة من هم أسوأ مني”،

لكن الطفل، الذي لم يعد طفلًا منذ أن لم يبق لديه ما يحميه،
أجابه: “لكنك الآن في قبضة يدي”.

عبداللطيف زكي
مربيا، في 3 ماي 2025

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button