أخبارثقافة و فن
سكينة الموج

سكينة الموج
ثمة ليالٍ
يهمسُ فيها المدّ بصوتك،
رقيقاً، واثقاً،
فأتّبعه—
لا بخطى،
بل بانفتاح كلّ ما لم أغلقه قطّ.
لا أسأل الماء إلى أين يأخذني،
أسأل فقط أن يحملني،
ولو كوميضٍ على أنفاسه،
أو حلمٍ على أمواجه.
أنت لستَ أفقاً أبتغيه،
بل السكينة التي ألوذ إليها،
حين ينسى العالم أن ينظر إليّ،
وأن يطلق عليّ اسماً.
لا أسعى لبطولة،
ولا أطلب نجدة،
ولا أنادي أحداً،
أنا فقط هنا:
سكينةٌ مغلّفة بالملح،
ووحشتي موضوعة برفق
في حميمية مَدِّك.
ومع ذلك—
تحت كلّ هذا،
ينبض شيءٌ ما:
أملٌ بأن التيارات البعيدة
— وتلك التي تاهت —
تعود،
إلى حيث ذاقت السماء أوّل مرة.
عبداللطيف زكي
الرباط، في 7 ماي 2025