رجْعُ الصمت …

رجْعُ الصمت …
كم من الطُّرُقِ سلكناها بحثًا عن ظلٍّ لا يخذل،
وملاذٍ راودناه لا يُحسن سوى الإنصات لارتجاف النبض،
ما زالتْ تحفظ آثارَ خطانا —
كأنها لم تَرضَ
أن تنسى.
في الزوايا القَصِيّة
ينام الضوء،
ينتظر همسةً
تشبه البدايات،
ليتسلّل من شقوق الكلام الأوّل،
من نبضٍ تركناه معلّقًا على حافة التردّد.
الوقتُ؟
ليس عدوًّا،
بل مرآةٌ
لِما خبّأناه من نبض،
وحين لم نجد
ما نقول.
العطشُ —
لا يرتوي بالحروف،
ولا تُرويه الكلمات،
لا يعترفُ إلّا خافتًا باللقاءِ حين يجيء،
بأنّ ما منّا ذهب سُدى،
ولا يهدأُ إلّا في وهجٍ
يعيد ترتيب الارتباك،
ويغسل القلبَ
من صمته.
أَيُشفى الجرحُ
إلّا بما يُشبِهُه؟
وهل تُشفى الرّوحُ إلّا بما يُضاهيها؟
أيَعودُ البهاءُ
إن لم نمدَّ له
يدَ الرجاء،
ويفتحِ الأفقُ ذراعيهِ لِمَن تاه منه؟
ما زال في الصّمتِ رجعٌ،
لا شيءَ انتهى…
وفي الحنين
طريقٌ يتّسع لخطوتين…
؟أو عناقٍ يتيم،
استراح طويلًا
على حافة الاحتمال.
عبداللطيف زكي
الرباط، في 10 ماي 2025



