أخبارالرئيسيةتقارير وملفات

المغرب في مجلس الأمن بدعم عربي: تعزيز لدبلوماسية المملكة

في خطوة تعكس التقدير العربي المتزايد للدور الدبلوماسي المغربي عبرت القمة العربية في دورتها الرابعة والثلاثين، التي انعقدت يوم السبت 17 ماي 2025 بالعاصمة العراقية بغداد، عن دعمها الكامل لترشيح المملكة المغربية لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلال الفترة 2028-2029.
ودعت الدول الأعضاء إلى حشد الدعم لهذا الترشيح في مختلف المنصات والمحافل الدولية،بما يعزز حظوظ المغرب في الالتحاق بهذا الجهاز الأممي الحاسم.

دعم عربي موحده… ورسائل دبلوماسية متعددة

جاء هذا الموقف ضمن “إعلان بغداد”،الذي توج أشغال القمة، كمؤشر سياسي على وحدة الموقف العربي في دعم الدول الأعضاء ذات الحضور الدولي الفاعل وعلى رأسها المغرب،الذي يراكم في السنوات الأخيرة حضورا دبلوماسيا لافتا في إفريقيا والعالم العربي،إضافة إلى دوره المتقدم في قضايا الأمن والسلم،سواء من خلال الوساطات أو عبر التزاماته في عمليات حفظ السلام.

وقد مثل المغرب في هذه القمة وفد رفيع المستوى ترأسه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج،ناصر بوريطة إلى جانب عدد من الشخصيات الدبلوماسية البارزة في مقدمتهم محمد آيت وعلي،سفير المملكة في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية.

أثر القرار على علاقات المغرب الدولية

يمثل هذا الدعم دفعة قوية لحملة المغرب الدبلوماسية، ويعزز موقعه التفاوضي في الساحة الدولية،خاصة في ظل التنافس المحتدم بين الدول الراغبة في عضوية مجلس الأمن.
فوجود تأييد عربي موحد من شأنه أن يُقنع شركاء المغرب في أوروبا-إفريقيا وآسيا بدعمه ويكسب ترشيحه شرعية جماعية تنطلق من عمقه الجغرافي والسياسي العربي.

كما أن الدعم العربي لهذا الترشيح يكرس صورة المغرب كدولة ذات سياسة خارجية متوازنة،قادرة على التحرك في بيئات دولية معقدة،دون الانجرار وراء الاستقطابات الحادة،مما يزيد من جاذبيته كشريك إقليمي ودولي يعول عليه في مقاربات الوساطة وحل النزاعات.

تحول في موازين القوى داخل الجامعة العربية

لا يقرأ هذا القرار فقط في سياق الدعم التقني لترشيح دولة عربية لمقعد أممي،بل يشير أيضا إلى تحول متدرج في موازين التأثير داخل جامعة الدول العربية،حيث برز المغرب كقوة دبلوماسية ناعمة استطاعت،رغم بعدها الجغرافي النسبي عن بؤر التوتر التقليدية في المشرق،أن تلعب أدوارا استراتيجية في الملف الليبي-الفلسطيني والساحل الإفريقي.

ويؤكد هذا الاتجاه تصاعد الثقة في الدبلوماسية المغربية التي تجمع بين الواقعية السياسية والمواقف المبدئية وهو ما يفسر التقدير الذي تحظى به الرباط داخل أروقة العمل العربي المشترك في وقت تتراجع فيه أدوار تقليدية لبعض العواصم.

ترشيح المغرب لعضوية مجلس الأمن بدعم عربي ليس مجرد موقف رمزي، بل هو تجسيد عملي لسياسة خارجية مغربية تراكم النجاحات في صمت وتحسن قراءة التحولات الدولية والإقليمية وتوظف ثقلها التاريخي والجغرافي لإعلاء صوت العقل والدبلوماسية في زمن الأزمات.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button