أخبارالرئيسيةتقارير وملفات

مشاركة المغرب في لجنة الـ24: من الدفاع عن الوحدة الترابية إلى تثبيت الشرعية الدولية

في لحظة دولية حاسمة يتزايد فيها التنافس الجيوسياسي حول القضايا الإقليمية، يواصل المغرب نهجه الدبلوماسي الراسخ في الدفاع عن وحدته الترابية داخل المنابر الأممية وهذه المرة من خلال مشاركته النشطة في أشغال لجنة الـ24 المنعقدة في ديلي، عاصمة تيمور الشرقية.

هذه المشاركة لا تندرج فقط في إطار “الحضور الرمزي” المعتاد بل تعكس تطورا نوعيا في الدبلوماسية الهجومية للمملكة، التي تجمع بين الحضور السياسي القوي والحجج القانونية والمعطيات الميدانية الملموسة.

شرعية تتعزز بالأرقام والمعطيات

يأتي حضور الوفد المغربي،برئاسة السفير عمر هلال ضمن سياق تتزايد فيه الاعترافات الدولية بمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وعادل لهذا النزاع الإقليمي المفتعل.
أكثر من 117 دولة من الأمم المتحدة أعلنت بشكل صريح أو ضمني دعمها للمبادرة المغربية في مقابل تراجع مستمر للطرح الانفصالي، وهو ما يعكس تحولا عميقا في توازنات الملف داخل المنتظم الدولي.

الأقاليم الجنوبية: من خطاب الضم إلى منطق التنمية

لم تعد قضية الصحراء مجرد ملف سياسي بحث، بل تحولت إلى نموذج تنموي قائم بذاته.النموذج التنموي الجديد الذي أطلقه الملك محمد السادس في 2015 باستثمارات ضخمة تتجاوز 10 مليارات دولار، بات اليوم ورقة ميدانية دامغة تفند دعاوى “التهميش” وتبرز أن الصحراء ليست فقط تحت السيادة المغربية بل ضمن المشروع الوطني التنموي.

من الداخلة إلى العيون، تشهد الأقاليم الجنوبية طفرة في البنى التحتية الموانئ-المناطق الصناعية والتكامل مع عمق القارة الإفريقية، مما يجعلها محورا اقتصاديا إقليميا بامتياز ويمنح الدبلوماسية المغربية مادة حيوية لتقديم الحقائق لا مجرد الخطابات.

الجزائر… الطرف الذي لا يمكن تجاهله

واحدة من أهم الرسائل التي حملها الوفد المغربي هي التذكير الواضح بأن الجزائر ليست “مراقبا ” بل طرف رئيسي في النزاع.
هذا التذكير ليس فقط سياسيا، بل مدعوم بنصوص قرارات مجلس الأمن وخاصة القرار 2756 لسنة 2024 الذي وضع الجزائر مرة أخرى في صلب المعادلة وأكد أن الحل السياسي لا يمكن أن يتم دونها.

ديمقراطية الصحراء في وجه دعاية الانفصال

من أبرز ما ميز المشاركة المغربية أيضا الحضور القوي لممثلين منتخبين عن الأقاليم الجنوبية وهما: غلا بهية وامحمد أبا. هذان المنتخبان لا يقدمان مرافعات سياسية فقط، بل يمثلان الشرعية الديمقراطية المنبثقة من صناديق الاقتراع وهو ما يسقط الادعاءات المتكررة بأن سكان الصحراء “لا صوت لهم”.
العكس تماما هو الصحيح: الصحراويون يتكلمون باسم أنفسهم وبلسان مؤسساتهم المنتخبة وضمن إطار دولة ذات سيادة.

المغرب لم يعد في موقع الدفاع، بل أصبح في موقع المبادرة والتحصين القانوني والميداني لوحدته الترابية.

مشاركته في لجنة الـ24 دليل جديد على أن القضية الوطنية الأولى تدار اليوم بـأدوات العصر: الدبلوماسية الذكية-التنمية الواقعية والديمقراطية الميدانية.
ومع كل محطة أممية يزداد الدعم لمقترح الحكم الذاتي وتتآكل أطروحة الانفصال وتتقدم المملكة بثقة نحو تثبيت خيارها المشروع داخل الأمم المتحدة وخارجها.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button