أخبارالحكومةالرئيسيةتقارير وملفات

الرباط تطلق دينامية دولية لحل الدولتين وإنصاف الشعب الفلسطيني


في لحظة مفصلية يشهد فيها الشرق الأوسط تصعيدا غير مسبوق في التوترات الإنسانية والسياسية، احتضنت العاصمة المغربية الرباط صباح الثلاثاء أشغال الاجتماع الخامس للتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين، بمشاركة وفود تمثل أزيد من خمسين دولة ومنظمة دولية وإقليمية في خطوة تجدد التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية ضمن الأجندة الدبلوماسية للمغرب ودعمه الثابت لحل سياسي عادل.

ويعقد هذا اللقاء في إطار شراكة بين المملكة المغربية ومملكة هولندا تحت شعار:
“استدامة الزخم لعملية السلام: الدروس المستفادة-قصص النجاح والخطوات القادمة” وهو ما يعكس الطابع العملي والاستشرافي للاجتماع الذي يسعى لتجاوز لغة البيانات نحو مبادرات ملموسة قابلة للتنفيذ.

المغرب.. في واجهة التحرك الدولي من أجل السلام

في كلمته الافتتاحية، أكد ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن المغرب وبتوجيهات من الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس يعتبر أن حل الدولتين يشكل الخيار السياسي الواقعي الوحيد الكفيل بضمان الحرية والكرامة للفلسطينيين والأمن والاستقرار للإسرائيليين والتنمية للمنطقة برمتها.

وشدد الوزير على أن هذا الحل لا يجب أن يختزل في كونه “شعارا دبلوماسيا” بل ينبغي تحويله إلى خارطة طريق ذات أفق زمني واضح ومسارات تنفيذ عملية.

كما أشار إلى أن هذا الخيار لا يزعج سوى المتطرفين من كل الأطراف، الذين لا يعيشون إلا على استمرار النزاع.

ثلاثة محاور لخارطة طريق متكاملة

حدد بوريطة معالم الطريق نحو إحياء حل الدولتين في ثلاثة محاور رئيسية:
1. الاستفادة من دروس النجاح السابقة في مفاوضات السلام.
2. تعزيز المؤسسات الفلسطينية وتقوية السلطة الوطنية بقيادة الرئيس محمود عباس.
3. إدماج البعد الاقتصادي كرافعة للاستقرار مع تأكيده أن الدعم الاقتصادي لا يمكن أن يكون بديلا عن الحل السياسي.

برنامج طموح ونتائج منتظرة

يتضمن جدول أعمال الاجتماع ثلاث جلسات موضوعاتية تتناول:
• تقييم أثر المبادرات السلمية السابقة.
• تعزيز مؤسسات الحوكمة الفلسطينية.
• ركائز الاقتصاد الفلسطيني المستدام كعنصر أساسي لبناء السلام.

كما ينتظر أن يسفر الاجتماع عن إطلاق منصة دولية للمشاريع والمبادرات التنموية الموجهة لفائدة الشعب الفلسطيني إلى جانب توصيات سياسية عملية سترفع إلى المؤتمر الدولي حول حل الدولتين المزمع عقده في نيويورك في يونيو المقبل.

في قلب سياق إنساني مأساوي… رسالة أمل

انعقاد هذا الاجتماع في الرباط يتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة،مما يضفي على اللقاء طابعا إنسانيا وسياسيا بالغ الأهمية باعتباره رسالة أمل موجهة إلى الشعوب،تؤكد أن المسار السياسي لم يمت وأن الإرادة الجماعية لا تزال قادرة على إحياء الأمل في سلام عادل وشامل.

المغرب: توازن دبلوماسي وقيادة عقلانية

يؤكد هذا الاجتماع مرة أخرى المكانة التي يحظى بها المغرب كـ فاعل محوري في الوساطة الدولية،القادر على بناء الجسور بين الفرقاء الإقليميين والدوليين وتوفير فضاء آمن وموثوق للحوار السياسي.
وبينما يتبنى المغرب موقفا مبدئيا داعما لحقوق الفلسطينيين،فهو في الآن ذاته يقدم نموذجا للدبلوماسية المتوازنة والمسؤولة،القادرة على تحريك المياه الراكدة دون الانجرار إلى الشعبوية أو الاستقطاب.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button