أخبارالرئيسيةفي الصميم

منتخبون من”صندالة ميكا”إلى أثرياء على ظهور رؤساء الجماعات

بقلم/ ربيع كنفودي

أثار التويزي رئيس فريق حزب الأصالة والمعاصرة، خلال مناقشة مشروع قانون المسطرة الجنائية، موضوعا في غاية الأهمية عندما تحدث عن بعض أعضاء الجمعيات الذين يدعون، حسب قوله، “حماية المال العام ومحاربة الفساد”.
وفي مداخلته، قال التويزي، “البعض من هؤلاء الذين يدعون ذلك ينتمون إلى أحزاب وترشحوا للانتخابات”، وأضاف رئيس فريق حزب الأصالة والمعاصرة، البعض منهم “ما كانش عندو حتى صندالة ديال الميكا”، ومايتوفرون عليه اليوم من إمكانيات تحصلوا عليها على حد قوله، “على ظهر ضرب البلد”، “ضرب الديمقراطية”، “ضرب المنتخبين”، “ضرب رؤساء الجماعات اللي هما أساس الديمقراطية في بلادنا”..

كلام جميل نطق به أحمد التويزي رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، كلام حاول صاحبه طمس “الحقيقة المرة”، حقيقة الإثراء غير المشروع، القانون الذي طمس وتم سحبه مخافة وقوع الأسوء..

جميل جدا عندما تحدث التويزي عن أعضاء جمعيات كانوا لا يتوفرون على “صندالة ميكا” وأصبحوا أثرياء على ظهر المنتخبين ورؤساء الجماعات.. لكن وما غاب عن التويزي، ربما سهوا، أن هناك أيضا العديد من المنتخبين كانوا لا يتوفرون على نفس “صندالة ديال الميكا”، التي تحدث عنها وأصبحوا اليوم من ملاكي العقارات وأصحاب الحسابات البنكية، وهنا أليس من الأجدر، أن يطرح السؤال على هؤلاء المنتخبين: “من أين لكم هذا؟” وأظن هذا دور البرلماني أولا.. أيضا نسي التويزي الذي تحدث عن أعضاء جمعيات حماية المال العام، الحديث عن منتخبين الذين استغلوا الأحزاب السياسية وتوظفوا بجماعات رئيسها من نفس حزب العضو. والغريب أن هذا العضو الذي توظف، يتغيب لسنوات ويتقاضى أجرته دون أداء أي دور في الجماعة التي يعمل بها، أليس من باب أولى أن تتم مناقشة هذه الحالات من قبلكم النائب البرلماني التويزي؟
أليس من الأجدر أن تناقش في قبة البرلمان هاته الحالات التي تعبر بالملموس، عن ضرب الديمقراطية، وضرب المسار التنموي الذي تعرفه بلادنا، وتلطيخ المشهد السياسي..

كم هو جميل أن يقف الإنسان في البرلمان أو غيرها من المؤسسات المنتخبة ويستعرض العضلات بكلام لا يسمن ولا يغني من جوع. كلام يرمي إلى طمس الحقيقة المرة الذي باتت واضحة للعموم لا تحتاج لمن ينطقها..
فالحديث عن ثراء العديد من أعضاء الجمعيات، هو نفسه الحديث عن ثراء العديد من المنتخبين، وتبقى “صندالة الميكا”، القاسم المشترك بين هذا وذاك، لهذا كان الأجدر توجيه الكلام لهذا وذاك أيضا.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button