
تظل الكلمة إذا لم تجد من يحتضنها عالقة في فضاء الصمت ترفرف بين الأحلام والأدراج وحين يلتقي الحرف بنبضٍ وفيٍّ يحمل صدقه إلى منابر الضوء، يصبح للقول حياة وللمعنى امتداد.
وهكذا امتدت كلمتي التي سُطّرت من روح المحبة والاعتراف في حق الفيلسوف الثقافي الإعلامي عبد الله دكدوك إلى القارئ العربي والإفريقي عبر يد أمينة وقلب إعلامي نبيل اسمه عبد السلام العزوزي، مدير نشر الجريدة الإلكترونية “الحدث الإفريقي” ورئيس تحريرها، ذاك الذي لم تكن مهمته مجرد نشر بل كانت رسالته فتح الأبواب أمام الكلمة الحرة النبيلة التي تحمل في جوهرها اعترافًا مستحقًا لرجل الفكر وصوت العقل فكانت “الحدث الافريقي” في يده منبرًا، يتجاوز الخبر العابر إلى العمق الذي يمنح القامات مكانتها والكلمات رسالتها.

إن شكري له ليس مجاملة بل هو عرفان لرجل احتفى بالكلمة كما يُحتفى بالنور حين يبدد العتمة، رجل يرى أن الإعلام ليس فقط واجبًا بل التزام أخلاقي بنقل الجمال وتسليط الضوء على من يستحقون أن تُحكى قصتهم وتُروى بصماتهم.
فليعلم أن ما فعله لم يكن عبورًا عابرًا بل أثرًا خالدًا في مسار التقدير الثقافي إذ جعل للكلمة جناحين وللنية الصادقة مجالاً لتصل إلى من يستحق، ولأن الوفاء لا يُقاس بالكثرة، بل بالنُبل.
فقد خطّ الإعلامي المتألق عبد السلام العزوزي بفعله هذا سطرًا من الضوء في كتاب الامتنان وجعل من المنبر الذي يديره فضاءً يحتضن المعنى لا مجرد صفحات تمر.
فله من القلب تحية ومن الحرف امتداد، ومن الذاكرة مكانة، ومن التقدير ما يليق بمقام الكبار الذين يعرفون كيف يكون الإعلام في خدمة القيم قبل أن يكون مجرد صدى.



