أخبارصحافة وإعلام

غضب إعلامييSNRT ينفجر في وقفة تاريخية: لا كرامة تُهدَر بعد اليوم!

في مشهد احتجاجي لافت وغير مسبوق، اهتزّت جنبات مقر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة صباح اليوم على وقع وقفة نضالية قوية نظمتها المنظمة الديمقراطية لعاملي الشركة، النقابة الأكثر تمثيلية داخل المؤسسة، والتي تحولت إلى منصة صاخبة لفضح التمييز والتهميش والتلاعب بمصير الإعلام العمومي.

الوقفة التي جاءت تحت شعار “الكرامة قبل الوظيفة، والاعتراف بالعطاء قبل الحساب”، لم تكن مجرد وقفة احتجاج، بل صرخة مدوية في وجه من أرادوا أن يُسكتوا الصوت ويُجهضوا الكلمة داخل بيت الإعلام الوطني، حيث حجّ المئات من العاملين من مختلف المديريات والمصالح، مرتدين “المرايل السوداء” في مشهد رمزي مؤلم، يجسد محاولات الإدارة تكميم الأفواه وخنق الحريات داخل مؤسسة يُفترض أن تكون صوت الناس لا أداة صمت.

إدارة تتفرج… ونقابة تقاتل
السيد أمين الحميدي، الكاتب العام للمنظمة، أكد أن هذه الوقفة هي ردّ مباشر على سياسة التجاهل المُمنهج والتعنت الأعمى التي تنهجها الإدارة العامة، وعلى رأسها الرئيس المدير العام، الذي تجاهل كل المراسلات والإنذارات السابقة، متعاملًا مع المطالب العادلة للعاملين وكأنها لا تستحق حتى النقاش.

وقال الحميدي: “منذ سنوات ونحن نطالب، ونراسل، ونقترح… لكن يبدو أن الإدارة قررت اللعب بالنار، قررت أن تصنع خصومة مع كفاءاتها وأطرها… والنتيجة: احتقان، غليان، واحتجاجات لن تتوقف حتى تُنتزع الحقوق.”

المطالب ليست ترفًا… بل حقوقًا مؤجلة
رفعت الوقفة لائحة مطالب واضحة، ليست جديدة، بل موثقة وموقعة ومصادق عليها في محاضر رسمية، وعلى رأسها، فتح حوار قطاعي فعلي ومسؤول، حسب ما ورد في مذكرة رئيس الحكومة بتاريخ 9 ماي 2025.

تفعيل الزيادة القطاعية الخاصة بالشركة وتسريع صرف الزيادة المتفق عليها في الحوار الاجتماعي.

صرف منحة الأخطار المهنية، التي يتم التهرب منها رغم خطورة المهام التي يقوم بها الإعلاميون والتقنيون، تفعيل قرارات المجلس الإداري، وعلى رأسها: مؤسسة الأعمال الاجتماعية، التقاعد التكميلي، والتأمين التكميلي. فضيحة الأجور: القشة التي قصمت ظهر الصبر ثم الاحتقان داخل الشركة بلغ ذروته بعد تسريب لوائح الأجور الحقيقية المصرح بها للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في قنوات عمومية أخرى (دوزيم وميدي 1)، والتي كشفت عن فوارق صادمة تُظهر حجم الحيف الذي يطال إعلاميي SNRT، رغم كفاءتهم وتجربتهم وأقدميتهم داخل القطاع.

الحميدي وصف الوضع بـ”النكسة”، مؤكدًا أن العاملين بالشركة لا يطالبون بامتيازات، بل بالمساواة في الحد الأدنى للكرامة المهنية.

مناورات الإدارة… و”اللعب من تحت الطاولة”
وما زاد الطين بلة، بحسب ما صرّح به الكاتب العام، هو أن الإدارة، بدل أن تفتح حوارًا مؤسساتيًا مع النقابة الأكثر تمثيلية، تُجالس تنسيقيات ومكاتب نقابية غير معترف بها، تمرر لها معطيات مغلوطة في الخفاء، بينما تتفرج على المشهد من الخلف، رافضة الخروج بموقف رسمي، حتى لا تتحمل مسؤولية أي التزام.

الخط الأحمر اقتُرح… والتصعيد قادم
الحميدي أكد في ختام الوقفة أن النقابة بصدد تسطير محطة نضالية جديدة أقوى، قد تشمل، مراسلة مؤسسات رقابية كبرى، في مقدمتها المجلس الأعلى للحسابات. التصعيد القانوني عبر تفعيل حق الإضراب وفق القانون الجديد، وهو اختصاص حصري للنقابة الأكثر تمثيلية.

وقال بصوت عالٍ أمام الحشود:
“إذا استمر الصمت، سيكون الصوت من الشارع. وإذا استمر الحيف، سيكون الرد من الميدان. وإذا استمر التمييز، فالإضراب حق و سلاح لن نتردد في استخدامه.”

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button