أخبارالرئيسيةتقارير وملفات

غانا تشيد بالدور الأمني والتنموي للمغرب في القارة الافريقية

في تصريح بارز يعكس عمق العلاقات الثنائية بين المغرب وغانا،نوه وزير الشؤون الخارجية لجمهورية غانا صامويل أوكودزيتو أبلاكوا، خلال زيارته الرسمية إلى الرباط يوم الخميس بالدور الريادي الذي يضطلع به المغرب في ترسيخ دعائم السلام والاستقرار في القارة الإفريقية.

وفي ندوة صحفية مشتركة مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج،السيد ناصر بوريطة،أكد المسؤول الغاني أن المغرب يعتبر اليوم فاعلا أساسيا في دعم الأمن الإقليمي،بفضل كفاءة أجهزته الأمنية وخبرته المتراكمة في مواجهة التحديات الأمنية العابرة للحدود،لا سيما الإرهاب والتطرف العنيف.

وأشاد أبلاكوا بالرؤية الاستراتيجية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس،مشيرا إلى أن التزام جلالته المتواصل بقضايا القارة الإفريقية يعكس إرادة سياسية ثابتة من أجل تعزيز السلم والتنمية المستدامة في مختلف بلدان إفريقيا.

وفي سياق التعاون الثنائي،عبر وزير خارجية غانا عن تطلعه لتوسيع آفاق التعاون الأمني مع المغرب،مؤكدا أن مواجهة التهديدات المتنامية كالإرهاب تتطلب شراكات متقدمة وتنسيقا وثيقا بين الدول الإفريقية.

من جهة أخرى،توقف أبلاكوا عند الفرص الواعدة للتعاون في مجال الأمن الغذائي،مبرزا أهمية الشراكة مع المغرب في القطاعات الفلاحية،لا سيما في ما يتعلق بإنتاج وتوزيع الأسمدة.وأشاد بالدور الذي تضطلع به المملكة في تقديم حلول علمية وتقنية من خلال تحديد أنواع الأسمدة الأنسب للتربة الغانية،مما يسهم في تعزيز الإنتاجية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي.

هذا اللقاء يأتي في سياق دينامية متواصلة لتعزيز علاقات التعاون جنوب-جنوب،التي يعتبرها المغرب ركيزة أساسية لسياسته الخارجية تجاه القارة وفق مقاربة ترتكز على التضامن-تبادل الخبرات وتفعيل مشاريع تنموية ذات أثر مباشر على المواطن الإفريقي.

قراءة في الأبعاد الدبلوماسية للتصريحات

تعكس تصريحات وزير خارجية غانا بشأن المغرب إدراكا متزايدا داخل القارة الإفريقية للدور المتصاعد الذي باتت تضطلع به الرباط كفاعل إقليمي مؤثر،سواء في قضايا الأمن أو التنمية. فالاعتراف الغاني بالدور المغربي لا يندرج فقط في إطار العلاقات الثنائية بل يمكن قراءته كذلك ضمن دينامية أوسع تتجه نحو إعادة تشكيل موازين القوى داخل إفريقيا،حيث تسعى دول مثل المغرب إلى تقديم نموذج شراكة تنموية وأمنية بعيدا عن منطق التبعية ومرتكزا على المصالح المتبادلة.

كما أن إبداء الرغبة في توسيع التعاون الأمني مع المغرب في ظل تصاعد التهديدات الإرهابية بمنطقة الساحل وغرب إفريقيا، يؤشر إلى اقتناع متزايد بأن الحلول الإفريقية يجب أن تبنى داخل القارة نفسها من خلال تفعيل التكامل الإقليمي وتعزيز القدرات الذاتية.

أما في مجال الأمن الغذائي،فإن التعاون المغربي الغاني يعكس تحولا نوعيا في الشراكات الإفريقية من مجرد تبادل تجاري إلى نقل للتكنولوجيا والمعرفة الزراعية وهو ما يجسد فلسفة المغرب القائمة على تنمية الإنسان الإفريقي بوصفه محور السياسات العمومية المشتركة.

إن التقارب المتزايد بين المغرب وغانا يندرج ضمن رؤية استراتيجية أوسع يتبناها المغرب لتعزيز موقعه كجسر للتكامل الإفريقي جنوب–جنوب. فالدبلوماسية المغربية،بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس،تنتهج مقاربة متعددة الأبعاد تجمع بين الأمن والتنمية،وتؤمن بأن تحقيق الاستقرار في إفريقيا لا يمكن أن يتم دون تنمية حقيقية وشراكات متكافئة بين دول القارة.

وفي هذا السياق، تمثل الشراكات المغربية مع دول غرب إفريقيا مثل غانا،نموذجا عمليا لتفعيل التعاون الإقليمي القائم على تبادل المنافع وتجاوز منطق المعونة نحو منطق بناء القدرات وهو ما يؤهل المغرب للعب دور محوري في مستقبل القارة،كقوة إقليمية تنموية وآمنة على السواء.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button