زيارة مرتقبة للعاهل الإسباني إلى المغرب: دعم سياسي متجدد وشراكة استراتيجية متنامية

علمت مصادر دبلوماسية أن العاهل الإسباني،الملك فيليبي السادس يعتزم القيام بزيارة رسمية إلى المملكة المغربية خلال الشهر المقبل في خطوة دبلوماسية تجسد عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين المملكتين وتعكس الإرادة السياسية المتبادلة لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وتكتسي هذه الزيارة أهمية خاصة بالنظر إلى السياق الإقليمي والدولي الراهن وإلى الدينامية الإيجابية التي تشهدها العلاقات المغربية الإسبانية منذ القرار السياسي التاريخي الذي اتخذته مدريد بدعم مبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها الرباط كحل جدي وواقعي لقضية الصحراء المغربية.
ويعد هذا الموقف تحولا استراتيجيا في السياسة الخارجية الإسبانية ويكرس دعما صريحا للوحدة الترابية للمملكة،خاصة وأن إسبانيا بحكم مسؤوليتها التاريخية في هذا الملف تعتبر فاعلا رئيسيا في مسار التسوية الأممية.
ويأتي هذا التطور في إطار رؤية مشتركة بين الملك محمد السادس والعاهل الإسباني فيليبي السادس تهدف إلى ترسيخ شراكة قوية متوازنة ومتعددة الأبعاد،تقوم على مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.وقد شكلت الروابط المتينة بين العائلتين الملكيتين أساسا راسخا لهذه العلاقة الخاصة،وأسهمت في تعزيز الثقة السياسية بين الرباط ومدريد.
ووفقا لمصادر مطلعة، فمن المرتقب أن تتوج هذه الزيارة بعدد من الاتفاقيات الثنائية في مجالات استراتيجية،تشمل الأمن ومكافحة الإرهاب-التعاون الاقتصادي والاستثماري وتدبير قضايا الهجرة فضلا عن التنسيق في الملفات الكبرى ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي.
كما تأتي الزيارة الملكية في سياق استعداد البلدين لتنظيم مشترك لفعاليات رياضية كبرى، وعلى رأسها ملف ترشح المغرب وإسبانيا والبرتغال لاستضافة كأس العالم 2030، ما يعكس البعد المستقبلي للعلاقات الثنائية ويجسد الطابع الاستراتيجي للتعاون القائم بين المملكتين.
إن زيارة العاهل الإسباني للمغرب ليست مجرد محطة بروتوكولية، بل تحمل رسائل سياسية واضحة وتؤكد أن العلاقات بين البلدين تجاوزت مرحلة الأزمات الظرفية لتدخل مرحلة جديدة عنوانها: الشراكة المستدامة-الحوار السياسي الناضج، والتعاون متعدد الأبعاد.



