ليلى بنعلي تزور جهة الشرق لتعزيز النجاعة الطاقية والمحافظة على البيئة

في إطار الدينامية الوطنية الرامية إلى تعزيز أسس التنمية المستدامة، ترأست ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، والسيد خطيب الهبيل، والي جهة الشرق وعامل عمالة وجدة-أنجاد، اجتماعاً بوجدة بحضور مجموعة من المسؤولين، من بينهم رئيس مجلس جهة الشرق، المدير العام لوكالة تنمية جهة الشرق، ورئيس جامعة محمد الأول، بهدف تنزيل السياسات الوطنية الخاصة بالانتقال الطاقي والحفاظ على البيئة.
وفي كلمته الافتتاحية، نوّه الوالي بالتقدم النوعي الذي شهدته الجهة في مجال النجاعة الطاقية خلال السنوات الأخيرة، من خلال تبني حلول مبتكرة لترشيد استهلاك الطاقة، خاصة في الإنارة العمومية، المرافق الإدارية، والبنيات الأساسية، مع التركيز على استغلال الطاقات المتجددة، وفي مقدمتها الطاقة الشمسية.
– استراتيجية الوزارة والمشاريع المستقبلية:
قدمت الوزيرة بنعلي عرضاً شاملاً حول استراتيجية الوزارة في مجالي الطاقة والمعادن، مستعرضة رؤيتها المستقبلية لتحقيق استغلال أمثل وأكثر مردودية للموارد الوطنية. كما أبرزت الوزيرة مخطط الوزارة في مجال الطاقات المتجددة، والإنجازات التي تم تحقيقها في هذا الإطار، مشددة على التزام الوزارة بالمساهمة في تعزيز الاقتصاد الأخضر. وتطرقت الوزيرة إلى البرامج والمشاريع التي تعتزم الوزارة تنفيذها على المستوى الوطني، مع تركيز خاص على جهة الشرق، مؤكدة استعداد الوزارة للانخراط الفعال في كل المبادرات والمشاريع المقترحة بالجهة، دعماً للتحول البيئي والتنمية المستدامة.
– مشاريع الإنارة العمومية والبنية التحتية الطاقية:
تم التطرق خلال الاجتماع لمشروع إنجاز مخطط الإنارة العمومية المستدامة بجهة الشرق، بكلفة إجمالية تقدر بـ400 مليون درهم، ساهمت فيها وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة بمبلغ 30 مليون درهم. وقد خُصص الشطر الأول من هذه الاتفاقية لمشروع تبلغ قيمته 99 مليون درهم، ويوجد حالياً في طور الإنجاز بمدينة وجدة. كما تم إبرام اتفاقية ثانية بين مجلس جهة الشرق ومجلس عمالة وجدة-أنجاد، بغلاف مالي قدره 10 ملايين درهم، تهدف إلى تمكين باقي الجماعات الترابية بالعمالة من الاستفادة من البرنامج. من جهتها، خصصت جماعة وجدة مبلغ 20 مليون درهم لاستبدال المصابيح ذات الاستهلاك الطاقي المرتفع بأخرى أكثر نجاعة، على مستوى المحاور الرئيسية لمداخل المدينة.
ورغم أهمية هذه المجهودات، أشار السيد الوالي إلى أن الحاجيات الطاقية المتزايدة على صعيد الجهة تفوق حجم التدخلات الحالية، مما يستوجب تعزيز الاستثمارات وتوسيع قاعدة الشراكات وتنسيق الجهود بين مختلف المتدخلين، داعياً الوزارة إلى استمرار دعم وتمويل هذا الورش الاستراتيجي.
– عروض تقنية ومشاريع محورية:
تخلل اللقاء تقديم سلسلة من العروض التقنية التي سلطت الضوء على ثلاث محاور أساسية:
تطوير البنية التحتية الطاقية: تم تخصيص 92.15 مليون درهم لتوسيع الشبكة الكهربائية، و145.288 مليون درهم لأعمال إعادة تأهيلها وصيانتها، بهدف تعزيز الأمن الطاقي وتحسين جودة الخدمات.
مشروع تهيئة الغابة الحضرية سيدي معافة بوجدة: بغلاف مالي قدره 87 مليون درهم، يهدف المشروع إلى تأهيل الفضاءات الخضراء وتعزيز الغطاء النباتي الحضري، من خلال مخطط متكامل لغرس الأشجار وخلق غابات حضرية مستدامة، بما ينسجم مع معايير التنمية المستدامة.
مشروع إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة: يركز هذا المشروع على ري المساحات الخضراء، وخاصة غابة سيدي معافة، لتلبية حاجيات يومية تقدر بـ1.789 متر مكعب. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمحطة 45.000 متر مكعب يومياً، مما يوفر فائضاً قابلاً للاستثمار في التوسعة المستقبلية. وقد بلغ الاستثمار الإجمالي لهذا المشروع 215 مليون درهم، بتمويل مشترك من البرنامج الوطني للتطهير السائل، المديرية العامة للجماعات الترابية، مجلس جهة الشرق، جماعة وجدة، ووكالة الحوض المائي لملوية.
تعكس هذه المشاريع مجتمعة الطابع الطموح والمتكامل للرؤية التي تتبناها جهة الشرق في سعيها لتكريس تحول بيئي شامل قائم على الفعالية، الإنصاف، والانخراط الجماعي، في انسجام تام مع التوجهات الوطنية الكبرى للانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، وتعزيز تموقع الجهة كفاعل رئيسي في تنزيل هذه السياسات على أرض الواقع.
وفي ختام اللقاء، تم توقيع اتفاقية شراكة حول إنجاز برنامج تهيئة المجال الطبيعي والترفيهي.



