صرخة ضمير في وجه الإقصاء: استقالة العزوزي ومحنة ممثلة صحيفة إكسبريس

بقلم: يحيى بالي-مدير نشر” اكسبريس”
في لحظة فارقة، اختار الأستاذ عبد السلام العزوزي، القيدوم الإعلامي المغربي، تقديم استقالته من الفيدرالية، ليس كإجراء إداري عادي، بل كصرخة ضمير حي في وجه الظروف التي لم تعد تسمح باستمرار بصمة جادة ومشروع إصلاحي نزيه. هذه الخطوة ليست الأولى من نوعها، فقد عاشت ممثلة صحيفة إكسبريس تجربة مماثلة بعد استقالتها من كل أجهزة الفيدرالية المغربية لناشري الصحف.
عقدة الآخر والإقصاء
السبب الحقيقي وراء هذه الاستقالات لا يعود إلى خطأ ارتكبته هذه الشخصيات، بل إلى رغبتها في الإصلاح ومحاربة الفساد. الإعلام المغربي ما زال يعاني من عقدة “الآخر”، الآخر المختلف في الرؤية والأساليب والنزاهة الفكرية. العزوزي وممثلة صحيفة إكسبريس لم يُقصيا لأنهما أرادا أن يُصلحا، بل لأنهما كانا يُؤرقان من جعلوا من التنظيم واجهة لا تؤمن إلا بالتقارير المعلبة والعلاقات المصلحية.

الاستمرار في العبث
ورغم استقالة ممثلة صحيفة إكسبريس من كل أجهزة الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بتاريخ 03 ماي 2023، المصادف لليوم العالمي لحرية الصحافة، مازالت تجد نفسها في لائحة أعضاء المكتب في خرق سافر للقانون. إدارة صحيفة إكسبريس تحس أن هناك من يدعي تمثيلها لدى الإدارة الترابية والمنتخبة بجهة الشرق دون أن تكون له الصفة في تمثيلها.
في مواجهة هذا العبث، تحتفظ صحيفة إكسبريس بحقها في اللجوء إلى القضاء متى استمر هذا الوضع. لقد وجهت رسائل للسلطات المحلية والسيد رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، لكن دون جدوى.
الدرس المستفاد
يبقى السؤال المطروح: هل سنظل نخاف من “الآخر” داخل المؤسسة، أم سنعترف بأن التنوع في الرأي والتشارك في القرار هو ما يصنع مستقبل الإعلام لا خرابه؟ الأستاذ عبد السلام العزوزي وممثلة صحيفة إكسبريس لم يستقيلا من حبهما للإعلام، بل استقالا من مناخ لم يعد يتسع للقيم التي آمنا بها، والتي تمثل عمق روح تأسيس الفيدرالية، من انخراط في منظومة القيم والأخلاق، وتكافؤ الفرص، والمنافسة الشريفة، والتي لم تعد تلعبها الفيدرالية كممثل لإتحاد المقاولات الناشرة للصحف والإذاعات بالمغرب.



