كيف يؤثر الجهاز الهضمي على قوة مناعتك؟

تُعد منظومة المناعة البشرية خط الدفاع الأول للجسم ضد الأمراض والضغوط الخارجية، لكن قوتها تتأثر بشكل مباشر بصحة الجهاز الهضمي. فالمشكلات الهضمية قد تُضعف هذه المنظومة المعقدة، تاركة الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.

– الأسباب الرئيسية لضعف المناعة المرتبط بالجهاز الهضمي

توضح الدكتورة ماريا مولوستفوفا أبرز الأسباب التي تربط بين صحة الجهاز الهضمي وضعف المناعة ب:
– نقص حمض الهيدروكلوريك في المعدة: يؤدي هذا النقص إلى سوء هضم الطعام وامتصاص العناصر المغذية الضرورية للمناعة.
– قصور البنكرياس: ينتج عنه نقص في الإنزيمات الهاضمة، مما يعيق عملية هضم وامتصاص المواد المغذية الحيوية.
اختلال توازن البكتيريا المعوية: يؤدي نمو البكتيريا الضارة والخمائر والفطريات إلى ضعف وظيفة الحاجز المعوي، مما يؤثر سلباً على المناعة.
– اختلال وظيفة الغشاء المخاطي المعوي: يزيد هذا الخلل من نفاذية جدار الأمعاء، مما يسمح بدخول السموم والكائنات الدقيقة إلى مجرى الدم، مؤثراً على الاستجابة المناعية.
– حساسية الطعام: تُحفز هذه الحساسية عمليات التهابية داخل الجسم، مما قد يضعف الجهاز المناعي بشكل عام.
– نقص العناصر المغذية: يؤثر نقص الفيتامينات والمعادن الأساسية، مثل فيتامينات B6 و B12 والمغنيسيوم، سلباً على وظيفة منظومة المناعة.

– عوامل إضافية تؤثر على المناعة
تؤكد الدكتورة مولوستفوفا أن مشكلات الجهاز الهضمي ترتبط ارتباطاً مباشراً باضطرابات منظومة المناعة، مشيرة إلى أن “هذه الأجهزة لا يمكنها أداء وظائفها بشكل طبيعي إلا بالتوازن الضروري بين العناصر المغذية ونبيت الأمعاء”.

بالإضافة إلى ذلك، هناك عوامل أخرى تسهم في إضعاف المناعة:

– التوتر واضطراب النوم: يؤثران سلباً على قدرة الجسم على الدفاع عن نفسه.
– بعض الأدوية: قد تسبب تغيراً في نبيت الأمعاء، مما يضعف الاستجابة المناعية.
– الدهون المتحولة: تؤثر سلباً على الصحة العامة وبالتالي على المناعة.
– الاختلالات الجينية والتوازن الهرموني: تلعب دوراً أيضاً في تحديد قوة الجهاز المناعي.
– السموم من مصادر داخلية وخارجية: تعقد عمل الكبد وتبطئ عملية إزالة السموم من الجسم.

– الاهتمام بالجهاز الهضمي مفتاح لمناعة قوية
تخلص الدكتورة مولوستفوفا إلى أن علاج مشكلات الجهاز الهضمي وتحسين التغذية يمكن أن يساعد بشكل كبير في تحسين الحالة المناعية للشخص. فأساس منظومة المناعة السليمة هو الاهتمام بوظائف الأمعاء، وليس فقط بالتعامل مع التوتر والسموم. لذلك، يجب أن تكون العناية بصحة الجهاز الهضمي أولوية لتعزيز منظومة المناعة والحفاظ على صحة الجسم.