تصعيد متزامن في غزة وإيران..القسام تدك جيش الاحتلال

شهد اليوم الأربعاء تصعيداً خطيراً على جبهتي غزة وإيران، مع استمرار الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة ووقوع هجمات استهدفت مواقع إيرانية، وسط تزايد للتوترات الدولية وتصريحات حادة من قادة عالميين.

– غزة تحت القصف: تصاعد حصيلة الشهداء وتدهور الوضع الإنساني
شهد قطاع غزة يوماً دامياً، حيث أفادت وزارة الصحة بارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 55,637 شهيداً و129,880 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023. وخلال الـ 24 ساعة الماضية فقط، بلغ عدد الشهداء 54 شهيداً، بينهم 14 كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية.

واشنطن تنشر سربا من الطائرات الحربية في أوروبا خوفا من انهيار الجيش الإسرائيلي

تأتي هذه الأرقام في ظل استهدافات مكثفة:

– غرب رفح: 3 شهداء و20 مصاباً برصاص الاحتلال قرب مراكز توزيع المساعدات.
– خان يونس: عمليات نسف لمبانٍ سكنية شرقي المدينة، واستشهاد 22 شخصاً في قصف على المحافظة بينهم عائلات بأكملها، بالإضافة إلى استهداف مدرسة شهداء بني سهيلا الثانوية للبنات.
– شمال شرق غزة (حي التفاح): 3 شهداء ومصابون باستهداف مواطنين قرب دوار الشرفا، وسلسلة غارات إسرائيلية.
– مخيم البريج: استهدافات متعددة أدت إلى استشهاد 3 أشخاص وإصابة آخرين، بينهم طفل.
– مناطق أخرى: غارة جوية على جباليا البلد، وقصف مدفعي مستمر شرق مدينة غزة ووسط خان يونس وحي الشجاعية.

بالتوازي مع هذه الهجمات، يمر قطاع الصحة في غزة بوضع حرج، حيث أفادت الأونروا بنفاد 45% من المستلزمات الأساسية، مع توقع نفاد ربعها خلال ستة أسابيع. وحذرت وزارة الصحة من خطر توقف المستشفيات عن العمل بسبب منع الاحتلال وصول الوقود إليها، مشيرة إلى أن الكميات المتوفرة تكفي لثلاثة أيام فقط.

كما كشفت هيئة الأسرى عن شهادات صادمة حول تعذيب ممنهج واعتقال “لا إنساني” لأسرى غزة في سجون الاحتلال.

– تصعيد إقليمي: ضربات في إيران وتصريحات دولية حادة
تزامناً مع الأحداث في غزة، تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، حيث:

– أفادت وكالة معاريف عن مسؤول رفيع بأن الجيش الإسرائيلي هاجم مؤخراً منطقة فوردو التي تضم منشآت نووية رئيسية في إيران.كما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن هجوم للجيش الإسرائيلي شرقي طهران.
– أفادت وكالة فارس عن اعتقال عنصرين من الموساد الإسرائيلي في بهارستان جنوب غربي طهران، كانا يخططان لتنفيذ عملية تخريبية، وتم ضبط كميات كبيرة من المواد المتفجرة والمسيرات والأسلحة.
– أقر الجيش الإسرائيلي بتدمير 3 مروحيات عسكرية من طراز كوبرا إثر استهداف قاعدة عسكرية في منطقة كرمانشاه.
– أشارت مصادر إيرانية إلى شن إسرائيل هجوماً سيبرانياً لمحاولة تعطيل بث قنوات تلفزيونية إيرانية.

في المقابل، أكد المرشد الإيراني أن تدخل أمريكا سيكون ضد مصالحها، وستكون أضراره عليها أكثر من أي ضرر قد يصيب إيران. كما أكدت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أن إيران “سترد على أي تهديد بتهديد وعلى أي إجراء بإجراء مضاد”.

– مواقف دولية وتصريحات سياسية مثيرة

الرئيس التركي أردوغان صرّح بأن “نتنياهو تجاوز منذ زمن طويل الظالم هتلر في جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها”، مؤكداً أن مساعي بلاده صادقة من أجل السلام لكنها لن تتردد في الرد اللازم على أي هجوم.
الخارجية الروسية حذرت أمريكا من تقديم مساعدات عسكرية مباشرة لإسرائيل أو حتى مجرد التفكير في الأمر.
الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، وصفت ممارسات إسرائيل في قطاع غزة بأنها “إبادة جماعية”.
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أشار إلى أن “إلحاق الضرر بإيران يعني ضرب المحور من اليمن وصولا إلى حماس”.

على صعيد التطورات الأمريكية، أفادت رويترز عن مصدر مطلع بأن إدارة ترامب تبحث خيارات بينها الانضمام لإسرائيل بتوجيه ضربات ضد المواقع النووية الإيرانية. وجاءت تصريحات الرئيس السابق دونالد ترامب مثيرة للجدل، حيث قال: “قد أقوم بضرب المنشآت النووية الإيرانية وقد لا أقوم بذلك”، وأضاف أن “إسرائيل سيطرت على أجواء إيران بشكل تام وهي تبلي بلاء حسنا”، مؤكداً أنه “أبلغ نتنياهو بأن يستمر”. هذه التصريحات دفعت إيران إلى نشر تحذير لسكان حيفا.

بالإضافة إلى ذلك، أشارت تقارير “سي إن إن” إلى نشر حاملة طائرات أمريكية ثالثة قرب إسرائيل قريباً، بينما أعلن وزير الدفاع الأمريكي أن أولويته هي إعادة بناء الجيش الأمريكي ليبقى القوة الأكثر فتكاً في العالم.

– المقاومة الفلسطينية تؤكد استمرار المواجهة
في خضم هذا التصعيد، أعلنت كتائب القسام عن تمكن مجاهديها من دك تجمع لجيش الاحتلال في منطقة السطر الغربي بخان يونس، واستهداف موقع مارس العسكري برشقة صاروخية. كما أعلنت عن قنص جندي صهيوني في عبسان الكبيرة، وتدمير آلية عسكرية بعبوة ناسفة شرق بلدة عبسان. ونعت كتائب المجاهدين القائد علي سعدي الأغا الذي ارتقى إثر عملية اغتيال “إسرائيلية”، مؤكدة أن جرائم الاحتلال لن تُضعف عزيمتهم.

من جهة أخرى، نقلت مصادر لوكالة معا عن حركة حماس “تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار لمدة شهرين وإطلاق سراح الأسرى”، بينما أعلنت مصادر عبرية عن “تحديث مثير للاهتمام حول المحادثات بشأن صفقة الرهائن”.