بافيل دوروف يكشف وصيته لمستقبل “تليغرام”

في حوار صريح مع صحيفة “لو بوان” الفرنسية، كشف بافيل دوروف، المؤسس المثير للجدل لتطبيق المراسلة الشهير “تليغرام”، عن تفاصيل وصيته ومصير المنصة بعد وفاته. أكد دوروف رغبته في أن يظل التطبيق “وفياً إلى الأبد للقيم التي يدافع عنها”، مشيراً إلى أنه منع في وصيته أبناءه من التصرف بثروته قبل انقضاء 30 عامًا، مؤكداً رؤيته طويلة الأمد.
تطرق دوروف خلال المقابلة إلى الاتهامات الموجهة إليه بشأن 17 قضية تتعلق بمواد إباحية متعلقة بالأطفال، وتجارة المخدرات، وغسل الأموال، واصفاً إياها بـ”الهراء التام”. وشدد على أن “مجرد كون بعض المجرمين يستخدمون خدمتنا، كما يستخدمون خدمات أخرى، لا يعني أن من يديرها مجرمون”. وأضاف أنه “لم تثبت إدانتي بأي شيء حتى الآن، ومع ذلك أشعر بأنني أعاقب مسبقاً بمنعي من مغادرة فرنسا. كأن القضاء الفرنسي فهم أنه لا دليل ضدي، لكنه مع ذلك أراد معاقبتي على الفور. يقولون إن تيليغرام رفض التعاون، وهذا كذب. الشرطة الفرنسية لم تتبع الإجراءات الدولية المطلوبة، واضطرت فرق تيليغرام لتعليمهم كيف يتصرفون”.
وفيما يتعلق بعلاقته بالسلطات الروسية، نفى دوروف أي تعاون، مؤكداً: “لم أتعاون يوماً. نتعامل فقط مع بلاغات رسمية تتعلق بمحتوى غير قانوني، مثل إعلانات بيع المخدرات”. وأوضح أنه زار روسيا بين عامي 2015 و2017 لرؤية عائلته في سانت بطرسبرغ، وعاد لدعم والده خلال فترة الجائحة.
كما عبر دوروف عن قلقه بشأن قانون الخدمات الرقمية الأوروبي (DSA)، قائلاً: “قوانين كهذه تستخدم اليوم ضد ما يسمى بنظريات المؤامرة، وغداً ضد من سنها. إنها تُضعف الديمقراطية. فحين تقبل الرقابة، يصعب التراجع عنها”.
وبالمقارنة مع شخصيات مثل إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ، أشار دوروف إلى الاختلافات الجوهرية. وعن ماسك، قال: “نحن مختلفان. هو يدير عدة شركات ويتصرف بعاطفية أحياناً، أما أنا فأعمل بعقلانية وأدير شركة واحدة فقط”. أما عن زوكربيرغ، فقد علق: “مارك بارع في التكيّف وملاحقة الاتجاهات، لكنه ربما يفتقر إلى قيم ثابتة. وهذا قد يكون نقطة ضعف”.
وعند سؤاله عن حياته الشخصية وعدد أولاده، كشف دوروف: “لدي ستة أبناء من ثلاث شريكات، إلى جانب أطفال آخرين ولدوا من خلال تبرعاتي المجهولة. العيادة قالت إن أكثر من 100 طفل ولدوا من تبرعي في 12 دولة”.
وعن سبب كتابته للوصية في سن الأربعين، أوضح: “عملي في الدفاع عن الحريات يخلق أعداء. أريد أن أحمي أولادي وتيليغرام، وأضمن استمرارية المنصة وفق القيم نفسها”. وفيما يتعلق بمصير “تليغرام” بعد وفاته، أكد دوروف أنه “في حال غيابي، ستؤول ملكية المنصة إلى مؤسسة غير ربحية، تضمن الاستقلالية وحماية الخصوصية وحرية التعبير”. هذا القرار يعكس التزام دوروف العميق بالمبادئ التي بني عليها تليغرام منذ بدايته.



