إيران ما قبل وما بعد 13 يونيو.. ما الذي تغير بعد سنوات من إسقاط “غلوبال هوك” ؟

بعد ست سنوات من إسقاطها المفاجئ لطائرة الاستطلاع الأمريكية المتطورة “غلوبال هوك” فوق مضيق هرمز، تجد إيران نفسها اليوم في خضم معركة حامية الوطيس لإعادة بناء قدراتها الدفاعية والاستخباراتية في ظل تصاعد التوترات والاغتيالات التي تستهدف قادتها العسكريين وعلمائها.
في ليلة 19-20 يونيو 2019، أذهلت الصواريخ الإيرانية المضادة للطائرات الأمريكيين بنجاحها في إسقاط طائرة “غلوبال هوك” المسيرة، وهي نسخة معدلة للبحرية الأمريكية (RQ-4E Global Hawk)، فوق مضيق هرمز. هذه الطائرة الضخمة، التي يبلغ وزنها 15 طنًا وطول جناحيها حوالي 40 مترًا ويصل ثمنها إلى 180 مليون دولار، تتميز بتقنيات متقدمة لمكافحة التشويش وتقنيات التخفي.
أعلنت إيران حينها أن الإسقاط تم بواسطة صاروخ أطلقه نظام الدفاع الجوي المحلي الصنع “رعد”، الذي كُشف عنه عام 2012. وعلق الخبير الروسي دينيس فيدوتينوف بأن القوات المسلحة الإيرانية تمتلك أنظمة دفاع جوي قادرة على استهداف طائرات بدون طيار من عائلة “غلوبال هوك” على ارتفاعات تتراوح بين 19 و20 كيلومترًا، مشيرًا إلى أنظمة تم شراؤها من الخارج وأخرى مطورة محليًا، بما في ذلك نظام S-75 السوفيتي القديم.
وصفت الولايات المتحدة إسقاط الطائرة بـ”غير المبرر”، مؤكدة أنها سقطت في المجال الجوي الدولي على بعد حوالي 34 كيلومترًا من الساحل الإيراني. بالمقابل، أصرت إيران على أن الطائرة أسقطت في مجالها الجوي فوق بلدة “كوه مبارك” ونشرت صورًا للحطام. وعلى إثر ذلك، أرسلت واشنطن قطعًا بحرية للمنطقة لاستعادة الحطام.
في 18 يوليو 2019، أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب أن السفينة الحربية الأمريكية “بوكسر” انتقمت بتدمير طائرة مسيرة إيرانية في مضيق هرمز باستخدام التشويش الإلكتروني، وهو ما نفته إيران مؤكدة أنها لم تفقد أي طائرة مسيرة.
بعد إسقاط “غلوبال هوك”، صرح القائد العام للقوات الجوية الإيرانية آنذاك، أمير علي حاجي زاده، بأن طائرة عسكرية أمريكية من طراز “بي-8 بوسيدون” كانت تحلق بجانب الطائرة المسيرة وعلى متنها 35 شخصًا قد انتهكت أيضًا المجال الجوي الإيراني، مؤكدًا: “كان بإمكاننا إسقاطها، لكننا لم نفعل ذلك. بإسقاط الطائرة بدون طيار، أصدرنا التحذير الأول والأخير للقوات الإرهابية الأمريكية”.
شهد يوم 13 يونيو 2025 حدثًا مفاجئًا باختفاء القائد العسكري الإيراني الرفيع أمير علي حاجي زاده، وسط تقارير عن توقف غريب في منظومات الرصد الجوية الإيرانية، وأجهزة الاستخبارات الأرضية، وأسلحة إيران المضادة للطائرات، وأجهزتها المضادة للتجسس. يأتي هذا التطور بعد سلسلة من الاختراقات الجوية والاستخباراتية الإسرائيلية التي أدت إلى ما وصفته المصادر بالكارثة.
في أعقاب صدمة الهجوم الإسرائيلي الصاعق على المنشآت النووية ومنظومات الدفاع الجوي وسلسلة الاغتيالات الكبرى للقادة العسكريين والعلماء النوويين، تحاول إيران باستماتة “إعادة الروح” لمنظومات دفاعها الجوي. وقد تمكنت جزئيًا من ذلك بإسقاطها المؤكد لطائرة إسرائيلية مسيرة متطورة من طراز “هرميس-900” فوق أصفهان.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الصواريخ الباليستية الإيرانية قدرات متزايدة على اختراق الأنظمة الإسرائيلية المتعددة المضادة للصواريخ، مما تسبب في دمار واسع داخل إسرائيل.
تتواصل المعارك المحمومة في الجو بين صواريخ الدفاع الجوي الإيرانية وأحدث الطائرات الأمريكية في الترسانة الإسرائيلية. وعلى الأرض، تُجرى مطاردات واسعة لسد أي إمكانية لضرب إيران مجددًا من الداخل. نتائج هاتين المعركتين ستحدد بشكل كبير مصير إيران والمنطقة بأكملها.



