تصعيد غير مسبوق: إسرائيل تشن غارات واسعة وإيران تتوعد بالرد الحاسم

شهدت المنطقة تصعيداً خطيراً الليلة الماضية، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي شن سلاح الجو سلسلة غارات جوية مكثفة على أنحاء متفرقة من إيران. هذا الهجوم، الذي وصف بأنه الأوسع نطاقاً، استهدف موقعاً نووياً ومنصات صاروخية وبنى تحتية عسكرية إيرانية. في المقابل، توعدت وزارة الدفاع الإيرانية بـ”معاقبة النظام الصهيوني المجرم بقوة”، ونددت باستهداف المناطق المدنية.

– تفاصيل الغارات الإسرائيلية: استهداف مواقع نووية وعسكرية
أعلن الجيش الإسرائيلي أن نحو 50 طائرة حربية إسرائيلية شاركت في الهجوم، مستهدفة عشرات المواقع العسكرية التابعة للنظام الإيراني. وأكد البيان أن الطائرات هاجمت، وللمرة الثانية، الموقع النووي في مدينة أصفهان، مشيراً إلى أن هذا الموقع يشهد تنفيذ مرحلة “تحويل اليورانيوم”، وهي خطوة أساسية في مسار إنتاج السلاح النووي.

كما أفاد الجيش الإسرائيلي بأن الغارات شملت منشأة مخصصة لإنتاج أجهزة الطرد المركزي داخل المجمع النووي ذاته، بالإضافة إلى أهداف أخرى للنظام الإيراني في منطقة أصفهان.

ولم تقتصر الهجمات على المواقع النووية، بل شملت أيضاً:

– شاحنات مخصصة لإطلاق الطائرات المسيرة.
– بنى تحتية للصواريخ، تضمنت مواقع إطلاق وتخزين.
– أربع منصات صاروخية جاهزة للإطلاق، تم تحييدها قبل أن تتمكن من تنفيذ رشقة صاروخية باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
– مواقع رادار تابعة للقوات العسكرية الإيرانية.
– بطاريات دفاع جوي، في إطار السعي الإسرائيلي المستمر لإضعاف القدرات الدفاعية والهجومية للنظام الإيراني.

– اعتراض مسيرات إيرانية وصفارات إنذار في إسرائيل
في سياق متصل، أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية اعتراض مسيرة إيرانية فوق الجولان، تم إسقاطها بعد دقائق من رصدها. جاء هذا الاعتراض في أعقاب حالة التأهب التي شهدتها المنطقة صباح اليوم السبت بعد دوي صفارات الإنذار تحذيراً من اختراق جوي محتمل.

أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن هذه الحادثة تمثل ثاني اختراق جوي إيراني خلال ساعات الصباح الأولى، مشيراً إلى أن الطائرة المسيرة الأولى التي تم رصدها سقطت في منطقة مفتوحة دون أن تخلف أي أضرار. ولا تزال صفارات الإنذار تدوي في مناطق متفرقة، بما فيها غور الأردن ومناطق قريبة من حيفا، مع تقارير أولية تشير إلى وجود اشتباه بتسلل طائرات مسيرة أخرى.

– إيران تندد وتتوعد بـ”المعاقبة بقوة”
من جانبها، نددت وزارة الدفاع الإيرانية بالهجمات الإسرائيلية على “المناطق المدنية”، مؤكدة أنها “انتهاك صارخ للقانون الدولي وحقوق الإنسان”، وتعهدت بـ”معاقبة النظام الصهيوني المجرم بقوة”.

صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع، رضا طلائي نيك: “تواصل وزارة الدفاع تقديم دعم شامل وفعال للقوات المسلحة والشعب في الإجراءات الدفاعية والهجومية، ومعاقبة النظام الصهيوني المجرم بقوة”.

وأضاف أن مهاجمة المدنيين والأماكن المدنية تُعد “مثالاً على جرائم الحرب التي يرتكبها النظام الصهيوني”، مستدلاً بـ”جرائم هذا النظام في مهاجمة المنازل السكنية والأطفال والنساء والمدنيين، وحتى المستشفيات وسيارات الإسعاف وعمال الإنقاذ والمكاتب الطبية ووسائل الإعلام الوطنية ومصانع الأدوية”. وشدد على أن “جرائم النظام الصهيوني تستحق عقاباً أشد ومواجهة وطنية وعالمية مع هذا النظام القاتل للأطفال، والذي هو بالطبع فاشل وغير مستقر”.