دراسة.. الذكاء الاصطناعي تكشف العوامل الأكثر تأثيرًا في صحة الدماغ مع التقدم في العمر

كشفت دراسة حديثة أن الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعلم الآلي قادرة على تحديد العوامل الصحية والسلوكية الأكثر ارتباطًا بصحة الدماغ مع التقدم في العمر. فقد استخدم باحثون خوارزميات متقدمة لتحليل بيانات 374 شخصًا بالغًا، وتوصلوا إلى أن العمر، ضغط الدم، ومؤشر كتلة الجسم (BMI) هي أبرز العوامل المؤثرة في الأداء المعرفي.
المثير للاهتمام أن الدراسة وجدت أن النظام الغذائي والنشاط البدني أظهرا تأثيرًا إيجابيًا محدودًا في الأداء المعرفي، وهو ما يتعارض مع نتائج دراسات سابقة.
– تفاصيل الدراسة ومنهجيتها
جمع باحثون من جامعة إلينوي في أوربانا-شامبين بيانات متنوعة عن 374 شخصًا بالغًا (تتراوح أعمارهم بين 19 و 82 عامًا)، شملت: العمر، ضغط الدم، مؤشر كتلة الجسم، مستويات النشاط البدني، والعادات الغذائية. خضع المشاركون لاختبار يُسمى اختبار المشتتات (flanker task)، والذي يقيس وظائف الدماغ التنفيذية مثل التركيز وضبط الانتباه.
اعتمدت الدراسة بشكل كبير على أدوات الذكاء الاصطناعي لتحديد المتغيرات الأكثر تأثيرًا في قدرة الأفراد على إتمام مهام الاختبار التي تتطلب تركيزًا وسرعة في الاستجابة. وقد نُشرت نتائجها في مجلة The Journal of Nutrition.
أظهرت النتائج أن اجتياز اختبار المشتتات تأثر بشدة بالعمر، ثم ضغط الدم الانبساطي، ثم مؤشر كتلة الجسم، وأخيرًا ضغط الدم الانقباضي. وعلى الرغم من أن الحمية الغذائية الصحية والتمارين لم تُصنّف كعوامل رئيسية، فقد ساعدت أحيانًا في الحد من التأثيرات السلبية لعوامل مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم في صحة الدماغ.
– تحليل معمق باستخدام التعلم الآلي ورؤى جديدة
أوضح قائد الفريق البحثي البروفيسور Naiman Khan من جامعة إلينوي أن استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي مكّنهم من تحليل عدد كبير من المتغيرات في وقت واحد، وتحديد الأنماط الدقيقة التي تعجز الأساليب الإحصائية التقليدية عن رصدها. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي أتاح فهمًا أكثر عمقًا لتأثير كل عامل في الأداء المعرفي.
وأشار البروفيسور خان إلى أن الدراسات السابقة أثبتت وجود علاقة قوية بين النظام الغذائي الصحي – وخاصة الغني بمضادات الأكسدة وأحماض أوميغا-3 والفيتامينات – وتحسن الأداء الإدراكي، خاصة لدى كبار السن. كما أن بعض الأنظمة الغذائية مثل نظام DASH ونظام MIND لها دور في حماية الدماغ من التدهور المعرفي.
ومع ذلك، أكدت الدراسة الجديدة أن هذه العوامل لم تكن رئيسية بل ثانوية مقارنة بالعمر وضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم. يكمن تميز هذه الدراسة في اعتمادها على خوارزميات ذكاء اصطناعي متقدمة ساعدت الباحثين في قياس تأثير كل عامل على حدة، وتحديد الأقوى بينها.
سلّط البروفيسور خان الضوء على كيفية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم رؤى أعمق وأكثر دقة في علم التغذية العصبية، مؤكدًا أن تجاوز الأدوات التحليلية التقليدية يمكّن الباحثين من تطوير استراتيجيات صحية مخصصة لكبار السن، والأشخاص المعرضين لمخاطر استقلابية (Metabolic risks)، ولمن يسعون إلى تعزيز قدراتهم المعرفية من خلال تحسين نمط حياتهم.



