خبراء في فاس يدعون إلى شراكات مبتكرة لتقليص الهشاشة في الصحة الإنجابية

دعا خبراء وطنيون ودوليون خلال ندوة علمية نظّمها مؤخراً المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بمدينة فاس، إلى إرساء شراكات مبتكرة في مجال الصحة الجنسية والإنجابية بهدف تقليص الهشاشة في هذا القطاع الحيوي.

– أهداف الأيام العلمية للصحة الجنسية والإنجابية
نُظّمت هذه الدورة الثانية من الأيام العلمية للصحة الجنسية والإنجابية تحت شعار “نحو شراكات مبتكرة لتقليص الهشاشة في مجال الصحة الجنسية والإنجابية”، بالشراكة مع المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة فاس-مكناس، يومي 20 و21 يونيو. وترمي الندوة إلى صياغة مقترحات وتوصيات للتحسيس بأهمية الصحة الجنسية والإنجابية، وتشجيع البحث العلمي، والنهوض بالممارسات الصحية وفقاً للمعايير الدولية والخصوصيات الوطنية والمحلية.

– الرعاية الذاتية في المغرب: ريادة إقليمية
قدمت نادية بزاد، رئيسة المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا، عرضاً حول التقدم الذي أحرزه المغرب في مجال الرعاية الذاتية في ميدان الصحة الجنسية والإنجابية. وسجلت أن المغرب يُعد رائداً في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، لكونه أول بلد يتبنى توصيات منظمة الصحة العالمية بشأن الرعاية الذاتية في هذا المجال.

وأوضحت أن هذه المقاربة تشمل تدخلات يمكن الوصول إليها خارج خدمات الصحة التقليدية، مثل:

– تنظيم الأسرة
– صحة الأم
– علاجات الأمراض المنقولة جنسياً وفيروس نقص المناعة البشري (السيدا) وفيروس الورم الحليمي البشري
– إدارة الأمراض غير السارية كالسكري وارتفاع ضغط الدم

وأكدت بزاد أن المغرب أدمج الرعاية الذاتية ضمن الاستراتيجية الوطنية للصحة الجنسية والإنجابية 2021-2030، لاسيما عبر القانون الإطار المتعلق بالحماية الاجتماعية. ويهدف هذا الإدماج إلى تمكين الأفراد في سن الإنجاب من اتخاذ قرارات مستنيرة، وتحسين وصولهم إلى الرعاية واستخدامها، وبالتالي تقليص الفوارق، خاصة لدى الفئات الهشة، وتحقيق التغطية الصحية الشاملة بحلول عام 2030.

– توصيات لتعزيز الصحة الإنجابية
من جانبه، أكد الدكتور حفيظ حشري، مستشار النظم الصحية لدى منظمة الصحة العالمية بالمغرب، على ضرورة اعتماد مقاربة متعددة القطاعات، تشمل:

– إدماج خدمات الصحة الجنسية والإنجابية في الرعاية الصحية الأولية.
– محاربة الوصم المرتبط بهذه القضايا.
– تقوية قدرات مقدمي الرعاية الصحية.
– الجمعية المغربية لتنظيم الأسرة واستراتيجيتها الجديدة

شكلت الندوة أيضاً فرصة لتقديم أنشطة الجمعية المغربية لتنظيم الأسرة، وعرض استراتيجيتها للفترة 2023-2028 تحت شعار “لنتحد”. ترتكز هذه الاستراتيجية على أربعة محاور أساسية:

– تركيز الرعاية على الشخص.
– تطوير حقوق الصحة الجنسية والإنجابية.
– تعزيز التضامن من أجل التغيير.
– تقوية القدرات الداخلية للجمعية.

– ملاحظة حول الدورة التكوينية
يجب التنويه إلى أن الفقرة الأخيرة المتعلقة بـ”أهمية الدورة التكوينية” تتحدث عن “تمكين 50 قاضية نائبة مسؤول قضائي” وورشات عمل حول “الإدارة القضائية” و”تدبير العلاقات الإنسانية داخل المحاكم” و”التوازن بين الحياة الشخصية والحياة المهنية” و”أدوات وأساليب الإدارة القضائية”. يبدو أن هذه الفقرة قد أضيفت بالخطأ إلى هذا المقال، حيث أنها تتعلق بموضوع مختلف تمامًا (تمكين المرأة في المناصب القضائية القيادية) ولا ترتبط بالصحة الجنسية والإنجابية.