أمازون تستثمر 54 مليار دولار ببريطانيا: مراكز توزيع وAI

أعلنت شركة أمازون، عملاق التجارة الإلكترونية، عن خطط لاستثمار ما يصل إلى 54 مليار دولار (أي ما يعادل 40 مليار جنيه إسترليني) خلال السنوات الثلاث القادمة في المملكة المتحدة. يمثل هذا الاستثمار دفعة قوية لحكومة بريطانيا الجديدة، التي تسعى إلى إنعاش الاقتصاد المحلي وتعزيز مكانة المملكة المتحدة كوجهة رئيسية للاستثمارات الأجنبية.
– استثمارات أمازون: 54 مليار دولار لتعزيز البنية التحتية
تعتزم أمازون استخدام هذا التمويل لإنشاء أربع مراكز توزيع جديدة في أنحاء البلاد. من بين هذه المراكز، يخطط لافتتاح موقعين استراتيجيين في منطقة “شرق ميدلاندز” بحلول عام 2027. كما تشمل الخطة تشغيل مركز في مدينة “هال” خلال العام الحالي، ومركز آخر في “نورثامبتون” من المتوقع افتتاحه في 2026.
– خطط التوسع: مراكز توزيع وبنية تحتية متطورة
ولم تكتف الشركة بذلك، بل تشمل الاستثمارات أيضًا بناء محطات توصيل حديثة وتطوير البنية التحتية القائمة، والتي تتضمن حاليًا أكثر من 100 منشأة تشغيلية موزعة في أنحاء بريطانيا. ضمن خططها المستقبلية، ستقوم أمازون ببناء مبنيين جديدين في مقرها الرئيسي في شرق لندن، إلى جانب إعادة تطوير استوديوهات الأفلام الشهيرة “براي” في بيركشاير، ما يشير إلى اهتمامها المتزايد بقطاعات الترفيه والإعلام.
كما يمثل هذا الاستثمار امتدادًا لإعلان سابق صدر في سبتمبر 2024 عن ضخ 10.89 مليار دولار في بناء وتشغيل وصيانة مراكز بيانات مخصصة لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في البلاد.
– استراتيجية أمازون: بريطانيا مركزًا للذكاء الاصطناعي
تركّز أمازون على جعل بريطانيا مركزًا إقليميًا للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، ما يعزز من خطط الحكومة لبناء اقتصاد رقمي قوي ومنافس عالميًا. وفي تعليق له على هذه الخطوة، وصف رئيس الوزراء كير ستارمر إعلان أمازون بأنه “نجاح جديد لبريطانيا، ودليل على ثقة المستثمرين في قدرتها على جذب الأعمال”. كما أضافت وزيرة الخزانة راشيل ريفز أن هذه الاستثمارات “تعكس مدى صلابة الأسس الاقتصادية للبلاد”.
– تأثير الاستثمار: دعم الاقتصاد البريطاني
من المتوقع أن تساهم استثمارات أمازون الجديدة في توليد نحو 38 مليار جنيه إسترليني (51.76 مليار دولار) كقيمة مضافة للناتج المحلي الإجمالي البريطاني، مما يعزز موقعها كأحد المحركات الكبرى للاقتصاد. وتأتي هذه الأنباء بالتزامن مع إطلاق الحكومة البريطانية لاستراتيجيتها الصناعية الجديدة، والتي تهدف إلى الشراكة مع قطاعات النمو المرتفع، وعلى رأسها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
– نبذة عن شركة أمازون: تاريخ وتوسع عالمي
أمازون هي واحدة من أكبر الشركات العالمية في مجال التجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية. تأسست الشركة عام 1994 على يد جيف بيزوس في مدينة سياتل بولاية واشنطن الأمريكية. بدأت الشركة كمتجر لبيع الكتب عبر الإنترنت، وسرعان ما توسعت لتشمل مجموعة ضخمة من المنتجات والخدمات مثل الإلكترونيات، الملابس، الأدوات المنزلية، والمزيد. تعتمد أمازون بشكل كبير على التكنولوجيا والابتكار لتقديم تجربة تسوق سهلة وسريعة للمستخدمين حول العالم.
ليست أمازون مجرد شركة تجارة إلكترونية، بل هي أيضًا لاعب رئيسي في مجال الحوسبة السحابية من خلال خدمتها Amazon Web Services (AWS)، التي تُعد العمود الفقري الرقمي لكثير من المواقع والمنصات على الإنترنت. كما طورت الشركة خدمات مثل Alexa، وهي تقنية ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي للتحكم في المنازل الذكية، بالإضافة إلى استحواذها على شركات كبيرة مثل Whole Foods وTwitch وAudible.
دخلت أمازون السوق العربي من خلال استحواذها على موقع سوق.كوم، الذي أُعيد تسميته لاحقًا إلى “أمازون السعودية” و”أمازون الإمارات”، مما ساعدها على توسيع نشاطها في منطقة الشرق الأوسط. وقدمت الشركة خدمات مميزة مثل التوصيل السريع وخدمة Amazon Prime التي تمنح المشتركين مزايا حصرية، مثل الشحن المجاني والمحتوى الترفيهي.
توظف أمازون مئات الآلاف من الأشخاص حول العالم، وتعمل في أكثر من 100 دولة. ومع كل هذا النمو، واجهت الشركة انتقادات تتعلق بظروف العمل، وسياسات الضرائب، ومحاولات الاحتكار. رغم هذه التحديات، تواصل أمازون النمو والتوسع، وتركز على مجالات المستقبل مثل الرعاية الصحية، الفضاء، والتعليم الرقمي.



