Hot eventsأخبارأخبار سريعةصحافة وإعلام

قراءة في أبرز عناوين الصحف المغربية ..المغرب بين تصعيد الصحراء وحراك دبلوماسي وتحديات داخلية

في خضم أحداث إقليمية ودولية متسارعة، رسمت الساحة المغربية خلال الأيام الأخيرة لوحةً متشابكة بين الأمن والدبلوماسية والثقافة، حيث تداخلت المستجدات لتؤكد مرة أخرى أن المملكة تقف عند مفترق طرق حافل بالتحديات والرهانات.

البداية من مدينة السمارة، حيث قامت بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (المينورسو) بزيارة ميدانية لمواقع سقوط أربعة مقذوفات استهدفت محيط المدينة، رفقة أفراد من القوات المسلحة الملكية، بهدف إعداد تقرير تفصيلي يُرفع إلى الأمين العام للأمم المتحدة. خطوة تندرج ضمن الجهود الأممية لتوثيق الخروقات وتحديد طبيعة المقذوفات المستخدمة، في وقت تبنّت فيه جبهة البوليساريو الانفصالية هذا القصف الذي استهدف مناطق غير مأهولة دون أن يخلف خسائر بشرية أو مادية.

وفي ظل هذا التصعيد، عبّر المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية في بيان تنديدي شديد اللهجة عن إدانته الكاملة لهذا العمل العدائي، محمّلًا المسؤولية الكاملة للجبهة الانفصالية، ومعتبرًا إياه انتهاكًا صارخًا لاتفاق وقف إطلاق النار وتحديًا سافرًا للجهود الأممية الرامية لإيجاد حل سلمي ودائم للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. كما دعا المرصد السلطات الموريتانية إلى تعزيز مراقبة حدودها الشمالية لمنع أي تسلل محتمل، مؤكدًا في الوقت نفسه التزام المغرب بأقصى درجات ضبط النفس واحترام الشرعية الدولية.

وفي تطور لافت على الصعيد الدولي، طُرح في الكونغرس الأمريكي مشروع قانون لتصنيف جبهة البوليساريو كتنظيم إرهابي، خطوة اعتبرها مراقبون بمثابة تحول نوعي في طريقة التعاطي مع النزاع، إذ تعكس وعيًا عالميًا متناميًا بمخاطر هذا الكيان الانفصالي وارتباطاته المشبوهة مع بعض رعاة الإرهاب في المنطقة. خطوة من شأنها إحراج الجزائر الداعمة للبوليساريو، وإعادة ضبط التوازنات الإقليمية لصالح المغرب الذي يرى فيها ورقة دبلوماسية قوية لتعزيز سيادته ودعم الاستثمارات في أقاليمه الجنوبية.

في سياق آخر، شهدت العاصمة الرباط لقاءً أكاديميًا مهمًا جمع كلية علوم التربية التابعة لجامعة محمد الخامس مع جامعة شنقيط العصرية الموريتانية وجامعة أحمد مختار امبو السنغالية، حيث بحثت الأطراف سبل التعاون في ميادين التكوين والبحث العلمي والنشر المشترك، ضمن رؤية لتعزيز التعاون الإفريقي جنوب-جنوب في مجال التعليم العالي.

أما داخليًا، فقد عبّرت الشبكة المغربية لهيئات المتقاعدين عن استنكارها الشديد لما وصفته بـ”التنكر الحكومي” لمطالبها، خاصة المتعلقة بمراجعة منظومة المعاشات وتحسين القدرة الشرائية، معلنة عن تنظيم وقفة احتجاجية وطنية أمام البرلمان يوم 10 يوليوز المقبل، تأكيدًا على استمرار نضالها من أجل حقوق عادلة تضمن العيش الكريم لهذه الفئة.

وفي المشهد الثقافي، عاد الجدل مجددًا حول مهرجان “موازين إيقاعات العالم”، حيث انتقد فنانون ونقابيون ما اعتبروه تهميشًا مستمرًا للفن الأمازيغي والحساني. وأكدوا أن برمجة المهرجانات أصبحت تعتمد بشكل متزايد على شعبية الفنانين في مواقع التواصل بدلًا من معايير الجودة والكفاءة، مما يقصي أسماءً لامعة وطاقات محلية تستحق الحضور والإنصاف.

وبين التصعيد الأمني في الأقاليم الجنوبية، والحراك الدبلوماسي الدولي، والمطالب الاجتماعية، وتحديات التعددية الثقافية، يظهر أن المغرب يعيش حراكًا متعدد الواجهات، يجمع بين التحديات الداخلية والتحولات الخارجية، ويؤكد الحاجة المستمرة للتوازن بين الأمن والتنمية والدفاع عن التنوع الثقافي والعدالة الاجتماعية.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button