تصعيد متواصل في غزة والضفة الغربية وآمال حذرة نحو استئناف المفاوضات
تشهد الأراضي الفلسطينية تصعيدًا عسكريًا مكثفًا منذ فجر اليوم السبت، مع استمرار الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة واندلاع اشتباكات في الضفة الغربية. هذه التطورات تتزامن مع حراك دبلوماسي مكثف في محاولة لإحياء مفاوضات الهدنة وصفقة تبادل الأسرى.
– غارات مكثفة ومجازر في غزة
أفادت مصادر طبية في قطاع غزة بارتفاع عدد الشهداء جراء الغارات الإسرائيلية منذ فجر اليوم إلى 17 شهيدًا. وقد تركز القصف بشكل خاص على مدينة خان يونس جنوب القطاع، حيث وقعت مجازر مروعة استهدفت خيام النازحين.
في خان يونس، أدت غارة على خيمة نازحين في منطقة مواصي إلى استشهاد ثلاثة أشقاء من عائلة أبو ستة: أحمد حسين أحمد أبو ستة، ووليد حسين أحمد أبو ستة، وعمر حسين أحمد أبو ستة. كما استشهد 6 أفراد آخرين من عائلة أبو طعيمة في قصف خيمتهم بخانيونس، بينهم أطفال مثل لوجين وساجد وآدم أبو طعيمة، بالإضافة إلى تالا سامي حسين النجار. وفي مجزرة منفصلة، أدت غارة على خيمة لعائلة أبو عمشة بمحيط مدرسة العائلة المقدسة غربي مدينة غزة إلى استشهاد 10 أفراد من نفس العائلة، بينهم بلال محمد نمر أبو عمشة وزوجته وأبناؤهم.
بالإضافة إلى ذلك، استشهد شقيقان، حسين محمد عودة الحميدي (36 عامًا) وإبراهيم محمد عودة الحميدي (33 عامًا)، إثر إطلاق نار من مسيرة تابعة للاحتلال شرقي مدينة دير البلح وسط القطاع. وسجلت عمليات قصف أخرى استهدفت مركز إيواء بمدرسة العلمي في المخابرات، وعبسان بخانيونس، ورفح، حيث استشهد نضال صبحي أبو سبلة (37 عامًا) شمالي المدينة، وثلاثة شهداء في قصف على منطقة الصفطاوي شمالي غزة.
– تصعيد في الضفة الغربية واعتقالات
في الضفة الغربية، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بإصابة عدد من جنود الاحتياط خلال اشتباك الليلة الماضية مع إسرائيليين قرب قرية كفر مالك برام الله. وفي سياق متصل، تم اعتقال 9 إسرائيليين بعد هذه الاشتباكات.
كما شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات طالت الصحفي مجاهد بني مفلح بعد اقتحام منزله في بلدة بيتا جنوب نابلس فجر اليوم.
– تحديات إنسانية ومطالبات بوقف الحرب
حذرت الأونروا من أن الاستجابة الصحية في قطاع غزة تواجه تحديات كبيرة، أبرزها الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمرافق الصحية، وعرقلة الحركة الآمنة، وعدم إدخال الإمدادات الطبية والوقود.
في إسرائيل، تتزايد الضغوط الداخلية المطالبة بإنهاء الحرب وعودة المحتجزين. كشف استطلاع لمعاريف أن 59% من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء حرب غزة والتوصل لاتفاق يعيد المحتجزين مقابل وقف القتال والانسحاب. وبدأت احتجاجات قبالة منزل الرئيس الإسرائيلي ووزير التعليم للمطالبة بصفقة تبادل أسرى، في حين أعلنت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة بوضوح: “يجب إعادة المختطفين الآن وإنهاء الحرب”.
– حراك دبلوماسي لاستئناف مفاوضات الهدنة
على الصعيد الدبلوماسي، أفادت مصادر مصرية أن مفاوضات صفقة الأسرى ستُستأنف قريبًا، وأن الولايات المتحدة تروّج لعقد اجتماع في العاصمة القطرية الدوحة. وقد طلب الوسطاء إطارًا زمنيًا لوقف إطلاق النار، كما طلبوا من الولايات المتحدة خطةً لإدخال المساعدات إلى غزة في يوليو، و”وقف إطلاق نار لمدة أسبوعين”.
وأبلغت الولايات المتحدة الوسطاء أنها ستقدم خطتها لإنهاء الحرب خلال أيام. في الوقت نفسه، ستُجري قطر ومصر محادثات مع حماس الأسبوع المقبل للتوصل إلى تفاهمات، مما يعكس الأمل الحذر في التوصل إلى اختراق دبلوماسي.
– دعوى قضائية ضد شركة شحن بسبب مكونات F-35
في سياق متصل، أعلنت منظمة السلام البلجيكية مقاضاة شركة توصيل البريد السريع “فيديكس” على خلفية نقلها مكونات طائرات F-35 إلى “إسرائيل”. هذه الخطوة تسلط الضوء على تزايد الضغوط القانونية والحقوقية ضد الشركات المتورطة بشكل غير مباشر في الصراع.
